الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 579 ] 99 - سورة الزلزلة .

                                                                                                                                                                                                                                      مدنية وآياتها ثمان

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة إذا زلزلت بالمدينة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : نزلت بالمدينة إذا زلزلت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والطبراني ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرئني يا رسول الله قال له : اقرأ ثلاثا من ذوات الراء فقال الرجل : كبر سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال : اقرأ ثلاثا من ذوات حم، فقال مثل مقالته الأولى فقال : اقرأ ثلاثا من المسبحات، فقال مثل مقالته ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى فرغ منها، قال الرجل : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها ثم أدبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح الرويجل أفلح الرويجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال : قال [ ص: 580 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي، وابن الضريس ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا زلزلت تعدل نصف القرآن و قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قرأ في ليلة إذا زلزلت كان له عدل نصف القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود والبيهقي في "سننه" عن رجل من بني جهينة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما فلا أدري أنسي أم قرأ ذلك عمدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الفجر فقرأ بهم في الركعة الأولى إذا زلزلت الأرض ثم أعادها في [ ص: 581 ] الثانية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ومحمد بن نصر والطبراني والبيهقي في "سننه" عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض و قل يا أيها الكافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج محمد بن نصر والبيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن و إذا زلزلت وفي الثانية قل يا أيها الكافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب في تاريخه عن الشعبي قال : من قرأ إذا زلزلت فإنها تعدل سدس القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الضريس عن عاصم قال : كان يقال : قل هو الله أحد ثلث القرآن و إذا زلزلت نصف القرآن و قل يا أيها الكافرون ربع القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض الآيات . [ ص: 582 ] أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس إذا زلزلت الأرض زلزالها قال : تحركت من أسفلها وأخرجت الأرض أثقالها قال : الموتى وقال الإنسان ما لها قال : الكافر يقول مالها يومئذ تحدث أخبارها قال لها ربك قولي فقالت : بأن ربك أوحى لها قال : أوحى إليها يومئذ يصدر الناس أشتاتا قال : من كل من ههنا وههنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وأخرجت الأرض أثقالها قال : من في القبور يومئذ تحدث أخبارها قال : تخبر الناس بما عملوا عليها بأن ربك أوحى لها قال : أمرها فألقت ما فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وأخرجت الأرض أثقالها قال : ما فيها من الكنوز والموتى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء [ ص: 583 ] السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها قال : أتدرون ما أخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد و أمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل ما عمل على ظهرها وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى بلغ يومئذ تحدث أخبارها قال : أتدرون ما أخبارها جاء جبريل قال : خبرها إذا كان يوم القيامة أخبرت بكل عمل عمل على ظهرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

                                                                                                                                                                                                                                      تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي [ ص: 584 ] مخبرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحكم قال : رأيت أبا أمية صلى في المسجد الحرام المكتوبة ثم قعد فجعل يصلي ههنا وههنا فلما فرغ قلت له : ما هذا الذي رأيتك تصنع قال : قرأت هذه الآية إذا زلزلت الأرض زلزالها إلى قوله : يومئذ تحدث أخبارها فأردت أن تشهد لي يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف عن إسماعيل بن عبد الملك قال : سمعت سعيد بن جبير يقرأ في المغرب مرة : يومئذ تنبئ أخبارها ومرة : تحدث أخبارها ولفظ عبد بن حميد : سمعت سعيد بن جبير يقرأ بقراءة ابن مسعود هذه الآية : يومئذ تنبئ أخبارها وقرأ مرة يومئذ تحدث أخبارها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : يومئذ يصدر الناس أشتاتا قال : فرقا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 585 ] وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج يومئذ يصدر الناس أشتاتا قال : يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون بعد ذلك آخر ما عليهم وكان يقال إن هذه السورة الفاذة الجامعة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية