الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب التزود في الحج

                                                                      1730 حدثنا أحمد بن الفرات يعني أبا مسعود الرازي ومحمد بن عبد الله المخرمي وهذا لفظه قالا حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال كانوا يحجون ولا يتزودون قال أبو مسعود كان أهل اليمن أو ناس من أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فأنزل الله سبحانه وتزودوا فإن خير الزاد التقوى الآية [ ص: 119 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 119 ] ( يحجون ) : أي يقصدون الحج ( ولا يتزودون ) : أي لا يأخذون الزاد معهم مطلقا أو يأخذون مقدار ما يحتاجون إليه في البرية ( نحن المتوكلون ) : والحال أنهم المتآكلون أو المعتمدون على الناس يقولون نحج بيت الله ولا يطعمنا وسألوا في مكة كما سألوا في الطريق ( وتزودوا ) : أي خذوا زادكم من الطعام واتقوا الاستطعام والتثقيل على الأنام ( فإن خير الزاد التقوى ) : أي الذي يتقي صاحبه عن السؤال فمن التقوى الكف عن السؤال والإبرام . ومفعول تزودوا محذوف هو التقوى ولما حذف مفعوله أتى بخبر إن ظاهرا ليدل على المحذوف ولولا المحذوف لأتى مضمرا كذا في جامع البيان . قال في المرقاة ففي الآية والحديث إشارة إلى أن ارتكاب الأسباب لا ينافي التوكل بل هو الأفضل وأما من أراد التوكل المجرد فلا حرج عليه إذا كان مستقيما في حاله غير مضطرب حيث لا يخطر الخلق بباله .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية