الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          بعد ذلك بين الله (تعالى) معدن الهداية؛ وهو القرآن الكريم؛ فقال: وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ؛ و " تلقى " ؛ معناها يلقى إليك بقوة؛ فتلقاه راضيا بقوة؛ متحملا ما يوجبه تحمله وتلقيه؛ من صبر دائم وجهاد مستمر ومصابرة لأعدائه؛ وتلقيه هو من عند الله (تعالى) الحكيم الذي يعطي كلاما هو صالح؛ وهو عليم بالنفوس؛ يطب لأدرانها بما يزيل أسقامها.

                                                          وهو وصف للقرآن الكريم بأحكم الصفات وأعمقها في معناها.

                                                          فهو - أولا - من عند الله؛ ولا يجيء من عند الله إلا ما هو خير؛ وقد شرفه الله (تعالى) بذلك الذي لا يقدر قدره؛ وهو الحكيم الذي يشرع للناس ما يصلحهم في معادهم؛ ومعاشهم؛ وما يجمع ويصلح؛ ولا يفرق ويشتت؛ وهو العليم بكل شيء؛ قد أحاط بكل شيء علما.

                                                          وقد أكد الله (تعالى) القول؛ بخطاب النبي؛ وحمله عبء القرآن الكريم.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية