فصل منزلة الصبر
ومن منازل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين )
nindex.php?page=treesubj&link=19572منزلة الصبر .
قال الإمام
أحمد رحمه الله تعالى : الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا .
وهو واجب بإجماع الأمة . وهو نصف الإيمان . فإن الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر .
وهو مذكور في القرآن على ستة عشر نوعا .
الأول : الأمر به . نحو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45واستعينوا بالصبر والصلاة ) . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200اصبروا وصابروا ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله ) .
الثاني : النهي عن ضده كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فلا تولوهم الأدبار ) ، فإن تولية الأدبار : ترك للصبر والمصابرة . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33ولا تبطلوا أعمالكم ) فإن إبطالها ترك الصبر على إتمامها . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139ولا تهنوا ولا تحزنوا ) فإن الوهن من عدم الصبر .
الثالث : الثناء على أهله ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصابرين والصادقين ) الآية ، وقوله :
[ ص: 152 ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) . وهو كثير في القرآن .
الرابع : إيجابه سبحانه محبته لهم . كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=146والله يحب الصابرين ) .
الخامس : إيجاب معيته لهم . وهي معية خاصة . تتضمن حفظهم ونصرهم ، وتأييدهم . ليست معية عامة . وهي معية العلم والإحاطة . كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46واصبروا إن الله مع الصابرين ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249والله مع الصابرين ) .
السادس : إخباره بأن الصبر خير لأصحابه . كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وأن تصبروا خير لكم ) .
السابع : إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم . كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .
الثامن : إيجابه سبحانه الجزاء لهم بغير حساب . كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
التاسع : إطلاق البشرى لأهل الصبر . كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
العاشر : ضمان النصر والمدد لهم . كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980379واعلم أن النصر مع الصبر .
الحادي عشر : الإخبار منه تعالى بأن أهل الصبر هم أهل العزائم . كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
[ ص: 153 ] الثاني عشر : الإخبار أنه ما يلقى الأعمال الصالحة وجزاءها والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=80ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
الثالث عشر : الإخبار أنه إنما ينتفع بالآيات والعبر أهل الصبر . كقوله تعالى
لموسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) ، وقوله في أهل
سبإ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=19فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) . وقوله : في سورة الشورى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=32ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
الرابع عشر : الإخبار بأن الفوز المطلوب المحبوب ، والنجاة من المكروه المرهوب ، ودخول الجنة ، إنما نالوه بالصبر ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) .
الخامس عشر : أنه يورث صاحبه درجة الإمامة . سمعت شيخ الإسلام
ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول : بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . ثم تلا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
السادس عشر : اقترانه بمقامات الإسلام والإيمان ، كما قرنه الله سبحانه باليقين وبالإيمان ، والتقوى والتوكل . وبالشكر والعمل الصالح والرحمة .
ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لمن لا صبر له ، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : خير عيش أدركناه بالصبر . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه ضياء . وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980380من يتصبر يصبره [ ص: 154 ] الله .
وفي الحديث الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2006773عجبا لأمر المؤمن ! إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له . .
nindex.php?page=hadith&LINKID=980381وقال للمرأة السوداء التي كانت تصرع فسألته أن يدعو لها : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك . فقالت : إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها .
وأمر
الأنصار - رضي الله تعالى عنهم - بأن يصبروا على الأثرة التي يلقونها بعده ، حتى يلقوه على الحوض .
وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر . وأمر بالصبر عند المصيبة . وأخبر أنه إنما يكون
[ ص: 155 ] عند الصدمة الأولى .
وأمر صلى الله عليه وسلم المصاب بأنفع الأمور له ، وهو الصبر والاحتساب . فإن ذلك يخفف مصيبته ، ويوفر أجره . والجزع والتسخط والتشكي يزيد في المصيبة ، ويذهب الأجر .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصبر خير كله ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980382ما أعطي أحد عطاء خيرا له وأوسع من الصبر . .
فَصْلٌ مَنْزِلَةُ الصَّبْرِ
وَمِنْ مَنَازِلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
nindex.php?page=treesubj&link=19572مَنْزِلَةُ الصَّبْرِ .
قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : الصَّبْرُ فِي الْقُرْآنِ فِي نَحْوِ تِسْعِينَ مَوْضِعًا .
وَهُوَ وَاجِبٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ . وَهُوَ نِصْفُ الْإِيمَانِ . فَإِنَّ الْإِيمَانَ نِصْفَانِ : نِصْفُ صَبْرٍ ، وَنِصْفُ شُكْرٍ .
وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ نَوْعًا .
الْأَوَّلُ : الْأَمْرُ بِهِ . نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ) .
الثَّانِي : النَّهْيُ عَنْ ضِدِّهِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ) ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ) ، فَإِنَّ تَوْلِيَةَ الْأَدْبَارِ : تَرْكٌ لِلصَّبْرِ وَالْمُصَابَرَةِ . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) فَإِنَّ إِبْطَالَهَا تَرْكُ الصَّبْرِ عَلَى إِتْمَامِهَا . وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ) فَإِنَّ الْوَهْنَ مِنْ عَدَمِ الصَّبْرِ .
الثَّالِثُ : الثَّنَاءُ عَلَى أَهْلِهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ ) الْآيَةَ ، وَقَوْلِهِ :
[ ص: 152 ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) . وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ .
الرَّابِعُ : إِيجَابُهُ سُبْحَانَهُ مَحَبَّتَهُ لَهُمْ . كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=146وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) .
الْخَامِسُ : إِيجَابُ مَعِيَّتِهِ لَهُمْ . وَهِيَ مَعِيَّةٌ خَاصَّةٌ . تَتَضَمَّنُ حِفْظَهُمْ وَنَصْرَهُمْ ، وَتَأْيِيدَهُمْ . لَيْسَتْ مَعِيَّةً عَامَّةً . وَهِيَ مَعِيَّةُ الْعِلْمِ وَالْإِحَاطَةِ . كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
السَّادِسُ : إِخْبَارُهُ بِأَنَّ الصَّبْرَ خَيْرٌ لِأَصْحَابِهِ . كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) .
السَّابِعُ : إِيجَابُ الْجَزَاءِ لَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ . كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
الثَّامِنُ : إِيجَابُهُ سُبْحَانَهُ الْجَزَاءَ لَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .
التَّاسِعُ : إِطْلَاقُ الْبُشْرَى لِأَهْلِ الصَّبْرِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) .
الْعَاشِرُ : ضَمَانُ النَّصْرِ وَالْمَدَدِ لَهُمْ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ) ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980379وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ .
الْحَادِي عَشَرَ : الْإِخْبَارُ مِنْهُ تَعَالَى بِأَنَّ أَهْلَ الصَّبْرِ هُمْ أَهْلُ الْعَزَائِمِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) .
[ ص: 153 ] الثَّانِي عَشَرَ : الْإِخْبَارُ أَنَّهُ مَا يَلْقَى الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَجَزَاءَهَا وَالْحُظُوظَ الْعَظِيمَةَ إِلَّا أَهْلُ الصَّبْرِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=80وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) .
الثَّالِثَ عَشَرَ : الْإِخْبَارُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِالْآيَاتِ وَالْعِبَرِ أَهْلُ الصَّبْرِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى
لِمُوسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) ، وَقَوْلِهِ فِي أَهْلِ
سَبَإٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=19فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) . وَقَوْلِهِ : فِي سُورَةِ الشُّورَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=32وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) .
الرَّابِعَ عَشَرَ : الْإِخْبَارُ بِأَنَّ الْفَوْزَ الْمَطْلُوبَ الْمَحْبُوبَ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ الْمَكْرُوهِ الْمَرْهُوبِ ، وَدُخُولَ الْجَنَّةِ ، إِنَّمَا نَالُوهُ بِالصَّبْرِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) .
الْخَامِسَ عَشَرَ : أَنَّهُ يُورِثُ صَاحِبَهُ دَرَجَةَ الْإِمَامَةِ . سَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ
ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ : بِالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ تُنَالُ الْإِمَامَةُ فِي الدِّينِ . ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) .
السَّادِسَ عَشَرَ : اقْتِرَانُهُ بِمَقَامَاتِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، كَمَا قَرَنَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالْيَقِينِ وَبِالْإِيمَانِ ، وَالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ . وَبِالشُّكْرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالرَّحْمَةِ .
وَلِهَذَا كَانَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ ، كَمَا أَنَّهُ لَا جَسَدَ لِمَنْ لَا رَأْسَ لَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : خَيْرُ عَيْشٍ أَدْرَكْنَاهُ بِالصَّبْرِ . وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ ضِيَاءٌ . وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980380مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ [ ص: 154 ] اللَّهُ .
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2006773عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ . إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ . فَكَانَ خَيْرًا لَهُ . وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ . فَكَانَ خَيْرًا لَهُ . .
nindex.php?page=hadith&LINKID=980381وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ السَّوْدَاءِ الَّتِي كَانَتْ تُصْرَعُ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهَا : إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ . فَقَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ . فَدَعَا لَهَا .
وَأَمَرَ
الْأَنْصَارَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - بِأَنْ يَصْبِرُوا عَلَى الْأَثَرَةِ الَّتِي يَلْقَوْنَهَا بَعْدَهُ ، حَتَّى يَلْقَوْهُ عَلَى الْحَوْضِ .
وَأَمَرَ عِنْدَ مُلَاقَاةِ الْعَدُوِّ بِالصَّبْرِ . وَأَمَرَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ . وَأَخْبَرَ أَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ
[ ص: 155 ] عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى .
وَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُصَابَ بِأَنْفَعِ الْأُمُورِ لَهُ ، وَهُوَ الصَّبْرُ وَالِاحْتِسَابُ . فَإِنَّ ذَلِكَ يُخَفِّفُ مُصِيبَتَهُ ، وَيُوَفِّرُ أَجْرَهُ . وَالْجَزَعُ وَالتَّسَخُّطُ وَالتَّشَكِّي يَزِيدُ فِي الْمُصِيبَةِ ، وَيُذْهِبُ الْأَجْرَ .
وَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الصَّبْرَ خَيْرٌ كُلُّهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980382مَا أُعْطِي أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا لَهُ وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ . .