الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ؛ إذا كانوا يسيرون في الأرض ليريهم عاقبة المجرمين؛ فذلك إعلام لهم بأنهم مثلهم؛ وسينزل بهم مثل ما نزل بغيرهم؛ ولأنهم ضالون مثلهم؛ ولا شك أن ذلك يحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال (تعالى): لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ولذا نهي النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ هم قومه وعشراؤه؛ إذ قال (تعالى): ولا تحزن عليهم ؛ قيل: أي: لا تحزن على كونهم؛ وإني أرى أن الحزن عليهم هم لأنهم قومه؛ وقد قال: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم

                                                          ولا تكن في ضيق مما يمكرون ؛ " الضيق " : الحرج الشديد؛ ومما يمكرون؛ أي: يدبر التدبير الخبيث من إيذاء المؤمنين والاستهزاء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وتدبير المكائد من مثل مقاطعتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وعزل المؤمنين الموالين لمحمد - صلى الله (تعالى) عليه وسلم - في شعب قريش ونحو ذلك؛ وهذا كقوله (تعالى): يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس

                                                          إن الله عاصمك مهما تمالؤوا عليك.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية