الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بأي ]

                                                          بأي : البأواء ، يمد ويقصر : وهي العظمة ، والبأو مثله وبأي عليهم يبأى بأوا ، مثال بعي يبعى بعوا : فخر . والبأو : الكبر والفخر . بأيت عليهم أبأى بأيا : فخرت عليهم ، لغة في بأوت على القوم أبأى بأوا ; حكاه اللحياني في باب محيت ومحوت وأخواتها ; قال حاتم :


                                                          وما زادنا بأوا على ذي قرابة غنانا ، ولا أزرى بأحسابنا الفقر



                                                          وبأى نفسه : رفعها وفخر بها . وفي حديث ابن عباس : فبأوت بنفسي ولم أرض بالهوان . وفيه بأو ; قال يعقوب : ولا يقال بأواء ، قال : وقد روى الفقهاء في طلحة بأواء . وقال الأخفش : البأو في القوافي كل قافية تامة البناء سليمة من الفساد ، فإذا جاء ذلك في الشعر المجزوء لم يسموه بأوا وإن كانت قافيته قد تمت ; قال ابن سيده : كل هذا قول الأخفش ، قال : سمعناه من العرب وليس مما سماه الخليل ، قال : وإنما تؤخذ الأسماء عن العرب ، قال ابن جني : لما كان أصل البأو الفخر نحو قوله :


                                                          فإن تبأى ببيتك من معد     يقل تصديقك العلماء جير



                                                          لم يوقع على ما كان من الشعر مجزوءا ; لأن جزأه علة وعيب لحقه ، وذلك ضد الفخر والتطاول ; وقوله : فإن تبأى مفاعيلن . وقال بعضهم : بأوت أبئو مثل أبعو ، قال : وليست بجيدة . والناقة تبأى : تجهد في عدوها ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          أقول والعيس تبا بوهد



                                                          فسره فقال : أراد تبأى أي تجهد في عدوها ، وقيل : تتسامى وتتعالى ، فألقى حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها . وبأيت الشيء : جمعته وأصلحته ; قال :


                                                          فهي تبئي زادهم وتبكل



                                                          وأبأيت الأديم وأبأيت فيه : جعلت فيه الدباغ ; عن أبي حنيفة . ابن الأعرابي : تأبى أي شق شيئا . ويقال : بأى به بوزن بعى به إذا شق به . وحكى الفراء : باء بوزن باع إذا تكبر ، كأنه مقلوب من بأى كما قالوا : راء ورأى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية