الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في عدة أصحاب بدر

                                                                                                          1598 حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحق عن البراء قال كنا نتحدث أن أصحاب بدر يوم بدر كعدة أصحاب طالوت ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا قال وفي الباب عن ابن عباس قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الثوري وغيره عن أبي إسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في عدة أصحاب بدر ) أي الذين شهدوا الوقعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن ألحق بهم .

                                                                                                          قوله : ( كعدة أصحاب طالوت ) هو ابن قيس من ذرية بنيامين بن يعقوب شقيق يوسف عليه السلام ، يقال إنه كان سقاء ، ويقال إنه كان دباغا ، والمراد بأصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن كما في رواية البخاري ، وقد ذكر الله قصة طالوت وجالوت في القرآن في سورة البقرة . وذكر أهل العلم في الأخبار أن المراد بالنهر نهر الأردن ، وأن جالوت كان رأس الجبارين ، وأن طالوت وعد من قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويقاسمه الملك ، فقتله داود فوفى له طالوت وعظم قدر داود في بني إسرائيل حتى استقل بالمملكة بعد أن كانت نية طالوت تغيرت لداود وهم بقتله فلم يقدر عليه فتاب وانخلع من الملك . وخرج مجاهدا هو ومن معه من ولده حتى ماتوا كلهم شهداء .

                                                                                                          وقد ذكر محمد بن إسحاق قصته مطولة في المبتدأ كذا في فتح الباري ( ثلاث مائة وثلاثة عشر ) كذا وقع ثلاثة عشر في حديث البراء هذا عند الترمذي ، وكذا وقع في حديث ابن عباس ، قال الحافظ ولأحمد والبزار والطبراني من حديث ابن عباس كان أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر ، وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي من رواية عبيدة بن عمرو السلماني أحد كبار التابعين ، ومنهم من وصله بذكر علي وهذا هو المشهور عند ابن إسحاق وجماعة من أهل المغازي [ ص: 185 ] انتهى . وقد وقع في بعض الروايات أربعة عشر مكان ثلاثة عشر ، وفي بعضها خمسة عشر ، وفي بعضها سبعة عشر ، وفي بعضها تسعة عشر ، وقد جمع الحافظ في الفتح بين هذه الروايات المختلفة جمعا حسنا من شاء الوقوف عليه فليراجعه .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عباس ) تقدم تخريجه آنفا .

                                                                                                          قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية