الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  692 (باب: إلصاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف ).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان إلصاق المنكب بالمنكب إلى آخره، وأشار بهذا إلى المبالغة في تعديل الصفوف، وسد الخلل فيه، وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك، منها: ما رواه أبو داود من حديث محمد بن مسلم بن السائب، صاحب المقصورة، قال: " صليت إلى جنب أنس بن مالك يوما، فقال: هل تدري لم صنع هذا العود؟ فقلت: لا والله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده عليه، ويقول: استووا وعدلوا صفوفكم "، ثم قال: حدثنا مسدد، حدثنا حميد الأسود، حدثنا مصعب بن ثابت، عن محمد بن مسلم، عن أنس بن مالك بهذا الحديث، قال: " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة أخذه بيمينه، ثم التفت، فقال: اعتدلوا، سووا صفوفكم، ثم أخذه بيساره، وقال: اعتدلوا سووا صفوفكم " وفي لفظ: " رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا الأعناق "... الحديث.

                                                                                                                                                                                  وفي لفظ: " أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر "، ومنها: ما رواه ابن حبان في صحيحه، عن البراء بن عازب : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ".

                                                                                                                                                                                  وفي لفظ: " فيمسح عواتقنا وصدورنا "، وعند السراج: " مناكبنا أو صدورنا "، وفي لفظ: " كان يأتي من ناحية الصف إلى ناحيته القصوى بين صدور القوم ومناكبهم ". وفي لفظ: " يمسح عواتقنا، أو قال مناكبنا، أو قال صدورنا، ويقول: لا تختلف صدوركم فتختلف قلوبكم ".

                                                                                                                                                                                  ومنها: ما رواه مسلم من حديث أبي مسعود : " كان يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم " الحديث. ومنها: ما رواه أبو داود، حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، حدثنا ابن وهب، وحدثنا قتيبة، حدثنا الليث، وحديث ابن وهب أتم من معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمر، قال قتيبة عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة، لم يذكر ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: " أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله ".

                                                                                                                                                                                  (قلت): ابن وهب هو عبد الله بن وهب، وأبو الزاهرية: حدير بن كريب بضم الحاء المهملة، وأبو شجرة هو كثير بن مرة. قوله: " ولينوا بأيدي إخوانكم "، قال أبو داود: معناه إذا جاء رجل إلى الصف، فذهب يدخل فيه، فينبغي أن يلين له كل رجل منكبه حتى يدخل في الصف. قوله: " ولا تذروا ": أي ولا تتركوا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية