الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب موازاة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في فضائلهم بفضل نبينا صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في فوائد تتعلق بالكلام على ذلك

                                                                                                                                                                                                                              قال العلماء : ما أتى نبي من المعجزات ولا فضيلة إلا ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي نظيرها وأعظم منها ، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه فيما رواه البيهقي في مناقبه وابن أبي حاتم رضي الله عنهما : ما أعطى الله ما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم . ولفظ البيهقي رضي الله عنه : ما أعطى الله نبيا قط شيئا إلا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر فقال له عمرو وسوار : قد أعطى الله عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى ، قال : أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم الجذع الذي كان يقف على جنبه ، وهي له كالمنبر ، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع الناس صوته ، فهذا أكثر من ذلك ، وقال الحافظ جمال الدين المزني رضي الله عنه : وأول من تكلم في هذا الباب أبو عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي رضي الله عنه وعقد أبو عبيد في كتابه «الدلائل» فصلا في ذلك ، وكذا أبو محمد وأبو عبد الله بن حامد الفقيه ، وكذلك شيخ الإسلام كمال الدين بن الزملكاني في آخر مولده وكذلك شيخنا رحمهم الله تعالى وكذلك الصرصري الشاعر ، يورد في بعض قصائده شيئا من ذلك ، وأنا أذكر في هذا الباب حاصل ما ذكروه إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية