الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 263 ] سورة الكهف

مكية كلها

1- الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما مقدم ومؤخر. أراد: أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا .

2- لينذر بأسا شديدا أي لينذر ببأس شديد; أي عذاب.

6- باخع نفسك أي قاتل نفسك ومهلك نفسك. قال ذو الرمة:


ألا أيها الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر



أسفا حزنا.

8- (الصعيد المستوي. ويقال: وجه الأرض. ومنه قيل للتراب: صعيد; لأنه وجه الأرض.

و (الجرز التي لا تنبت شيئا. يقال: أرض جرز وأرضون أجراز.

9- أم حسبت أي أحسبت.

و " الرقيم " لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف. والرقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول. ومنه: كتاب مرقوم أي مكتوب. [ ص: 264 ]

11- فضربنا على آذانهم أي أنمناهم. ومثله قول أبي ذر: قد ضرب الله على أصمختهم .

(والأمد الغاية.

14- وربطنا على قلوبهم أي ألهمناهم الصبر وثبتنا قلوبهم.

شططا أي غلوا. يقال: قد أشط علي: إذا غلا في القول.

16- مرفقا ما يرتفق به.

17- تزاور تميل.

تقرضهم ذات الشمال تعدل عنهم وتجاوزهم. قال ذو الرمة:


إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ...     شمالا وعن أيمانهن الفوارس



وهم في فجوة أي متسع وجمعها فجوات وفجاء. ويقال: في مقنأة والتفسير الأول أشبه بكلام العرب.

و (الوصيد الفناء. ويقال: عتبة الباب. وهذا أعجب إلي; لأنهم يقولون: أوصد بابك. أي أغلقه. ومنه إنها عليهم مؤصدة أي مطبقة مغلقة. وأصله أن تلصق الباب بالعتبة إذا أغلقته. ومما يوضح هذا: أنك إن جعلت الكلب بالفناء كان خارجا من الكهف. وإن جعلته بعتبة الباب أمكن أن [ ص: 265 ] يكون داخل الكهف. والكهف وإن لم يكن له باب وعتبة فإنما أراد أن الكلب منه بموضع العتبة من البيت، فاستعير على ما أعلمتك من مذاهب العرب في كتاب "المشكل" .

وقد يكون الوصيد الباب نفسه، فهو على هذا كأنه قال: وكلبهم باسط ذراعيه بالباب. قال الشاعر:


بأرض فضاء لا يسد وصيدها ...     علي ومعروفي بها غير منكر



19- وكذلك بعثناهم أحييناهم من هذه النومة التي تشبه الموت.

(الورق الفضة دراهم كانت أو غير دراهم. يدلك على ذلك أن عرفجة بن أسعد أصيبت أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه - أي من فضة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب.

أيها أزكى طعاما يجوز أن يكون أكثر، ويجوز أن يكون أجود، ويجوز أن يكون أرخص. والله أعلم. وأصل الزكاء: النماء والزيادة.

ولا يشعرن بكم أحدا أي لا يعلمن. ومنه يقال: ما أشعر بكذا. وليت شعري. ومنه قيل: شاعر، لفطنته.

20- يرجموكم يقتلوكم. وقد تقدم هذا .

21- أعثرنا عليهم أي أظهرنا عليهم وأطلعنا، ومنه يقال: ما عثرت على فلان بسوء قط. [ ص: 266 ] قال الذين غلبوا على أمرهم يعني المطاعين والرؤساء.

22- رجما بالغيب أي ظنا غير يقين.

25- ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين ولم يقل: سنة. كأنه قال: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة. ثم قال: سنين. أي ليست شهورا ولا أياما. ولم يخرج مخرج ثلاثمائة درهم.

وروى ابن فضيل عن الأجلح، عن الضحاك، قال: نزلت "ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة". فقالوا: أيام أو أشهر أو سنين؟ فنزلت سنين وازدادوا تسعا .

26- ثم قال: قل الله أعلم بما لبثوا وقد بين لنا قبل هذا كم لبثوا. والمعنى أنهم اختلفوا في مدة لبثهم. فقال الله عز وجل: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا وأنا أعلم بما لبثوا من المختلفين .

أبصر به وأسمع أي ما أبصره وأسمعه! .

27- ملتحدا أي معدلا. وهو من ألحدت ولحدت: إذا عدلت.

28- ولا تعد عيناك عنهم أي لا تتجاوزهم إلى زينة الحياة الدنيا.

وكان أمره فرطا أي ندما. [هذا] قول أبي عبيدة: وقول المفسرين: سرفا. وأصله العجلة والسبق . يقال: فرط مني قول قبيح: أي سبق. وفرس فرط: أي متقدم. [ ص: 267 ]

29- و ( السرادق ) الحجرة التي تكون حول الفسطاط. وهو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة. وهو الظل ذو الثلاث شعب، الذي ذكره الله في سورة والمرسلات عرفا .

و (المهل دردي الزيت. ويقال: ما أذيب من النحاس والرصاص.

وساءت مرتفقا أي مجلسا. وأصل الارتفاق: الاتكاء على المرفق .

31- أساور جمع: أسوار.

و (السندس رقيق الديباج.

و (الإستبرق ثخينه. ويقول قوم: فارسي معرب ، أصله: استبره، وهو الشديد.

و الأرائك السرر في الحجال، واحدها أريكة.

33- ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص منه.

40- حسبانا من السماء أي مرامي. واحدها: حسبانة .

(الصعيد الأملس المستوي.

و (الزلق الذي تزل عنده الأقدام .

41- أو يصبح ماؤها غورا أي: غائرا. فجعل المصدر صفة. كما يقال: رجل نوم ورجل صوم ورجل فطر; ويقال للنساء: نوح: إذا نحن . [ ص: 268 ]

42- وأحيط بثمره أي أهلك.

فأصبح يقلب كفيه أي نادما وهذا مما يوصف [به] النادم.

خاوية خربة.

و (العروش السقوف.

44- هنالك الولاية لله يريد: يومئذ [يتولون الله ويؤمنون به ويتبرءون مما كانوا يعبدون] .

وخير عقبا أي عاقبة.

و ( الهشيم ) من النبت المتفتت. وأصله: من هشمت الشيء إذا كسرته. ومنه سمي الرجل: هاشما .

45- تذروه الرياح أي تنسفه .

مقتدرا مفتعل من قدرت.

46- والباقيات الصالحات يقال: الصلوات الخمس. ويقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .

وخير أملا أي خير ما تؤملون.

47- فلم نغادر منهم أحدا أي لم نخلف يقال: غادرت كذا وأغدرته: إذا خلفته ومنه سمي الغدير; لأنه ماء تخلفه السيول.

50- ففسق عن أمر ربه أي خرج عن طاعته. يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها. [ ص: 269 ]

52- وجعلنا بينهم موبقا أي: مهلكا بينهم وبين آلهتهم في جهنم. ومنه يقال: أوبقته ذنوبه. وقوله: أو يوبقهن بما كسبوا ويقال: موعدا .

53- فظنوا أنهم مواقعوها أي علموا.

ولم يجدوا عنها مصرفا أي معدلا .

55- إلا أن تأتيهم سنة الأولين أي سنتنا في إهلاكهم.

أو يأتيهم العذاب قبلا وقبلا أي مقابلة وعيانا. ومن قرأ بفتح القاف والباء أراد استئنافا .

58- لن يجدوا من دونه موئلا أي ملجأ. يقال: وأل فلان [إلى كذا وكذا] ; إذا [لجأ] . ويقال: لا وألت نفسك; أي لا نجت. وفلان يوائل، أي يسابق لينجو.

60- حقبا أي زمانا ودهرا. ويقال الحقب: ثمانون سنة.

61- فاتخذ سبيله أي فاتخذ الحوت طريقه في البحر.

سربا أي مذهبا ومسلكا.

63- واتخذ سبيله في البحر سبيلا عجبا

64- قصصا أي يقتصان الأثر الذي جاء فيه.

71- شيئا إمرا أي عجبا . [ ص: 270 ]

73- ولا ترهقني أي لا تغشني عسرا

74- شيئا نكرا أي منكرا.

77- يريد أن ينقض أي ينكسر ويسقط.

79- وكان وراءهم ملك أمامهم .

81- وأقرب رحما أي رحمة وعطفا.

فأتبع سببا أي طريقا.

86- تغرب في عين حمئة ذات حمأة. ومن قرأ: حامية، أراد حارة قال الشاعر يذكر ذا القرنين:


فأتى مغيب الشمس عند مآبها ...     في عين ذي خلب وثأط حرمد



والخلب: الطين في بعض اللغات. والثأط: الحمأة. والحرمد: الأسود.

93- بين السدين أي بين الجبلين. ويقال للجبل: سد.

96- زبر الحديد قطعه. واحدها: زبرة. والزبر: القطع.

و القطر النحاس. [ ص: 271 ]

97- فما اسطاعوا أن يظهروه أي يعلوه. يقال: ظهر فلان السطح، أي علاه.

98- جعله دكاء أي ألصقه بالأرض. يقال: ناقة دكاء: إذا لم يكن لها سنام.

102- إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا والنزل ما يقدم للضيف ولأهل العسكر.

108- لا يبغون عنها حولا أي تحولا.

110- فمن كان يرجو لقاء ربه أي يخاف لقاء ربه، قال الهذلي:


إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ...     وحالفها في بيت نوب عوامل



أي لم يخف لسعها.

التالي السابق


الخدمات العلمية