الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الإخشيذ

                                                                                      صاحب مصر الملك ، أبو بكر محمد بن طغج بن جف بن خاقان ، الفرغاني التركي .

                                                                                      روى عن عمه بدر .

                                                                                      وولي مصر سنة إحدى وعشرين ثم دمشق مضافا إلى مصر من قبل الراضي .

                                                                                      [ ص: 366 ] والإخشيذ بالتركي ملك الملوك .

                                                                                      وتوفي جده سنة سبع وأربعين ومائتين .

                                                                                      ثم صار طغج من كبار قواد خمارويه ، ثم سار إلى بغداد فعظموه ، فبدا منه كبر وتيه في حق الوزير ، فسجن هو وابنه هذا ، فمات في السجن ، ثم أطلق محمد ، وجرت له أمور طويلة إلى أن تملك .

                                                                                      وكان بطلا شجاعا حازما يقظا مهيبا سعيدا في حروبه ، مكرما لأجناده ، شديد الأيد لا يكاد أن يجر أحد قوسه .

                                                                                      بلغ عدة مماليكه ثمانية آلاف ، وقيل : بلغ عدد جيشه أربعمائة ألف راكب . وهذا بعيد ، وله جماعة أولاد تملكوا بعده .

                                                                                      توفي بدمشق في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة عن ست وستين سنة . ثم نقل ، فدفن ببيت المقدس ، غفر الله له .

                                                                                      وقد حاربه ابن رائق فهزمه الإخشيذ ، ثم سار أخو الإخشيذ ، فالتقى ابن رائق فقتل ، فندم ابن رائق ، وبعث ابنه مزاحما إلى الإخشيذ ليقتله بأخيه ، فعفا ، وخلع على مزاحم ، ورده إلى أبيه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية