الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بثن ]

                                                          بثن : البثنة والبثنة : الأرض السهلة اللينة ، وقيل : الرملة ، والفتح أعلى ; وأنشد ابن بري لجميل :


                                                          بدت بدوة لما استقلت حمولها ببثنة ، بين الجرف والحاج والنجل



                                                          وبها سميت المرأة بثنة ، وبتصغيرها سميت بثينة . والبثنية : الزبدة . والبثنية : ضرب من الحنطة . والبثنية : بلاد بالشأم . وقول خالد بن الوليد لما عزله عمر عن الشام حين خطب الناس فقال : إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم ، فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري ; فيه قولان : قيل البثنية حنطة منسوبة إلى بلدة معروفة بالشام من أرض دمشق ، قال ابن الأثير : وهي ناحية من رستاق دمشق يقال لها البثنية ، والآخر أنه أراد البثنية الناعمة من الرملة اللينة يقال لها بثنة ، وتصغيرها بثينة ، فأراد خالد أن الشأم لما سكن وذهبت شوكته ، وصار لينا لا مكروه فيه ، خصبا كالحنطة والعسل ، عزلني ، قال : والبثنة الزبدة الناعمة أي لما صار زبدة ناعمة وعسلا صرفين لأنها صارت تجبى أموالها من غير تعب ، قال : وينبغي أن يكون بثينة اسم المرأة تصغيرها أعني الزبدة فقال جميل :


                                                          أحبك أن نزلت جبال حسمى     وأن ناسبت بثنة من قريب



                                                          البثنة هاهنا الزبدة . والبثنة : النعمة في النعمة . والبثنة : الرملة اللينة والبثنة : المرأة الحسناء البضة ; قال الأزهري : قرأت بخط شمر وتقييده : البثنة ، بكسر الباء ، الأرض اللينة ، وجمعها بثن ; ويقال : هي الأرض الطيبة ، وقيل : البثن الرياض ; وأنشد قول الكميت :


                                                          مباؤك في البثن الناعما     ت عينا ، إذا روح المؤصل



                                                          يقول : رياضك تنعم أعين الناس أي تقر عيونهم إذا أراح الراعي نعمه أصيلا ، والمباء والمباءة : المنزل . قال الغنوي : بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة ، قال : ولم أجد حبة أفضل منها ; وقال ابن رويشد الثقفي :


                                                          فأدخلتها لا حنطة بثنية     تقابل أطراف البيوت ، ولا حرفا



                                                          قال : بثنية منسوبة إلى قرية بالشام بين دمشق وأذرعات ، وقال أبو الغوث : كل حنطة تنبت في الأرض السهلة فهي بثنية خلاف الجبلية ، فجعله من الأول .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية