الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وأما "حججه" فإنه قال: (الحجة الأولى- أن بديهة العقل لا تستبعد وجود موجود موصوف بصفات مخصوصة بحيث يكون كل ما سواه مخالفا له في تلك الخصوصية، وإذا لم يكن هذا [ ص: 515 ] مدفوعا في بدائه العقول علمنا أنه لا يلزم من عدم نظير الشيء عدم ذلك الشيء ).

وعلى هذا وجوه: الأول- إن عدم استبعاد البديهة لا يقتضي عدم استبعاد العلم النظري، وكذلك كونه غير مدفوع في بديهة العقل لا يقتضي أنه لا يكون مدفوعا في نظره، فإن حاصل هذا أنه لا يعلم بالبديهة امتناع هذا، وفرق بين أن لا يعلم بالبديهة امتناعه وبين أن يعلم بالبديهة إمكانه. وإذا لم يعلم بالبديهة امتناعه لم يجز أن يقال: فعلمنا أنه لا يلزم من عدم نظير الشيء عدم الشيء. فإن هذا لم يعلم مما ذكره، إنما أفاد ما ذكره عدم العلم البديهي بوجود موجود لا نظير له لم يعدم وجود علم بإمكانه. ولو كان قد قال: نعلم بالبديهة أن الشيء قد يكون موجودا ولا يكون له نظير، ونعلم بالبديهة إمكان وجود شيء لا نظير له. لكان الدليل تاما؛ لكن هو لم يذكر إلا الإمكان الذهني دون الخارجي، والإمكان الذهني ليس فيه علم لا بالامتناع ولا بالإمكان، ولكن العلم بالإمكان الخارجي فيه بالإمكان.

التالي السابق


الخدمات العلمية