الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 451 ] سورة الطول

                                                                                                                                                                                                                                      آ . (1) بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : حم : كقوله : " الم " وبابه . وقرأ الأخوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة حاء في السور السبع إمالة محضة وورش وأبو عمرو بالإمالة بين بين ، والباقون بالفتح . والعامة على سكون الميم كسائر الحروف المقطعة . وقرأ الزهري برفع الميم على أنها خبر مبتدأ مضمر ، أو مبتدأ والخبر ما بعدها . وابن أبي إسحاق وعيسى بفتحها ، وهي تحتمل وجهين ، أحدهما : أنها منصوبة بفعل مقدر أي : اقرأ حم ، وإنما منعت من الصرف للعلمية والتأنيث ، أو للعلمية وشبه العجمة . وذلك أنه ليس في الأوزان العربية وزن فاعيل بخلاف الأعجمية ، نحو : قابيل وهابيل . والثاني : أنها حركة بناء تخفيفا كـ أين وكيف . وفي احتمال هذين الوجهين قول الكميت :


                                                                                                                                                                                                                                      3908 - وجدنا لكم في آل حم آية تأولها منا تقي ومعرب



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 452 ] وقول شريح بن أوفى :


                                                                                                                                                                                                                                      3909 - يذكرني حم والرمح شاجر     فهلا تلا حم قبل التقدم



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو السمال بكسرها ، وهل يجوز أن تجمع " حم " على حواميم ، نقل ابن الجوزي عن شيخه الجواليقي أنه خطأ ، بل الصواب أن يقول : قرأت آل حم . وفي الحديث عن ابن مسعود عنه عليه السلام : " إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات " وقال الكميت :


                                                                                                                                                                                                                                      3910 - وجدنا لكم في آل حم      ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      البيت . ومنهم من جوزه . وروي في ذلك أحاديث منها : " الحواميم ديباج القرآن " ومنها : " من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم " ومنها : " مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب " فإن صحت هذه الأحاديث فهي الفيصل في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 453 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية