الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      المادرائي

                                                                                      الوزير المعظم أبو بكر ، محمد بن علي بن أحمد بن رستم ، البغدادي المادرائي .

                                                                                      وزر لصاحب مصر خمارويه وكان أبوه ناظر خراج مصر .

                                                                                      [ ص: 452 ] ولد أبو بكر سنة سبع وخمسين .

                                                                                      واحترقت كتبه ، فسلم منها جزءان سمعهما من العطاردي .

                                                                                      روى عنه : أبو مسلم الكاتب وغيره .

                                                                                      وكان رئيسا نبيلا كثير الأموال جدا ، لا يلحق في بره . وكان القضاة والكبراء يترددون إلى بابه ، حج عشرين حجة ، وكان كثير الصيام ملازما للجماعة ، وقد نكب مرة على يد الوزير ابن حنزابة فوزن ألف ألف دينار ، وحبس مرة بالرملة ، ثم أطلقه الإخشيذ وبالغ في إكرامه .

                                                                                      قال المسبحي : يقال : إن ديوانه اشتمل على ستين ألفا ممن يمونهم ، وكان يتصدق في الشهر بمائة ألف رطل دقيق . وقيل : أعتق في عمره مائة ألف نسمة . وكان ذكيا جيد البديهة ، وكان له ختمة في اليوم والليلة . وبلغ ارتفاع أملاكه في العام أربعمائة ألف دينار ، وقد ورد أنه أنفق في بعض حجاته مائة ألف دينار ، نقله المسبحي .

                                                                                      توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة رحمه الله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية