الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الحمد على الطعام إذا فرغ منه

                                                                                                          1816 حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمده عليها قال وفي الباب عن عقبة بن عامر وأبي سعيد وعائشة وأبي أيوب وأبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد رواه غير واحد عن زكريا بن أبي زائدة نحوه ولا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو أسامة ) اسمه حماد بن أسامة ( عن سعيد بن أبي بردة ) بمضمومة فساكنة [ ص: 437 ] وإهمال دال ابن أبي موسى الأشعري الكوفي ثقة ثبت وروايته عن ابن عمر مرسلة من الخامسة كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل ) أي بسبب أن يأكل أو لأجل أن يأكل ، أو مفعول به ليرضى ، يعني يحب منه أن يأكل " الأكلة " قال النووي : الأكلة هنا بفتح الهمزة وهي المرة الواحدة من الأكل كالغداء أو العشاء انتهى . وقال القاري : بفتح الهمزة أي المرة من الأكل حتى يشبع ، ويروى بضم الهمزة أي اللقمة وهي أبلغ في بيان اهتمام أداء الحمد لكن الأول أوفق مع قوله أو يشرب الشربة فإنها بالفتح لا غير ، وكل منهما مفعول مطلق لفعله ( فيحمده ) بالنصب وهو ظاهر ويجوز الرفع أي فهو أي العبد يحمده ( عليها ) أي على كل واحدة من الأكلة والشربة .

                                                                                                          قال ابن بطال : اتفقوا على استحباب الحمد بعد الطعام ووردت في ذلك أنواع يعني لا يتعين شيء منها . وقال النووي في الحديث استحباب حمد الله تعالى عقب الأكل والشرب ، وقد جاء في البخاري صفة التحميد الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا . وجاء غير ذلك ، ولو اقتصر على الحمد لله حصل أصل السنة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عقبة بن عامر وأبي سعيد وعائشة وأبي أيوب وأبي هريرة ) أما حديث عقبة بن عامر فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الترمذي في أبواب الدعوات . وأما حديث عائشة فلينظر من أخرجه . وأما حديث أبي أيوب فأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال : " الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا " . وأما حديث أبي هريرة فأخرجه النسائي وابن حبان والحاكم كما في الفتح .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد ومسلم والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية