الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أكل الشواء

                                                                                                          1829 حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمة أخبرته أنها قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فأكل منه ثم قام إلى الصلاة وما توضأ قال وفي الباب عن عبد الله بن الحارث والمغيرة وأبي رافع قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في أكل الشواء ) بكسر المعجمة والمد ، قال في القاموس : شوى اللحم شيا فاشتوى وانشوى هو الشواء بالكسر والضم انتهى .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا حجاج بن محمد ) هو المصيصي الأعور ( أخبرني محمد بن يوسف ) ابن عبد الله بن يزيد الكندي المدني الأعرج ثقة ثبت من الخامسة .

                                                                                                          قوله : ( إنها قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فأكل منه ) أي من الجنب المشوي . فإن قلت : ما وجه الجمع بين هذا الحديث ، وبين حديث أنس : ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا ولا شاة مسموطة حتى لقي الله عز وجل ، أخرجه البخاري .

                                                                                                          قلت : قال ابن بطال ما ملخصه : يجمع بين هذا وبين حديث عمرو بن أمية ، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة ، وحديث أم سلمة الذي أخرجه الترمذي بأن يقال : يحتمل أن يكون [ ص: 453 ] لم يتفق أن تسمط له شاة بكمالها ؛ لأنه قد احتز من الكتف مرة ومن الجنب الأخرى وذلك لحم مسموط ، أو يقال إن أنسا قال : لا أعلم ولم يقطع به ، ومن علم حجة على من لم يعلم . وتعقبه ابن المنير بأنه ليس في حز الكتف ما يدل على أن الشاة كانت مسموطة بل إنما حزها ؛ لأن العرب كانت عادتها غالبا أنها لا تنضج اللحم فاحتيج إلى الحز . قال الحافظ : ولا يلزم أيضا من كونها مشوية واحتز من كتفها أو جنبها أن تكون مسموطة فإن شي المسلوخ أكثر من شي المسموط ، لكن قد ثبت أنه أكل الكراع وهو لا يؤكل إلا مسموطا ، هذا لا يرد على أنس في نفي رواية الشاة المسموطة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبد الله بن الحارث والمغيرة وأبي رافع ) أما حديث عبد الله بن الحارث فأخرجه أحمد من ص 190 وأما حديث المغيرة فأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وأما حديث أبي رافع فأخرجه أحمد .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد .




                                                                                                          الخدمات العلمية