الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في حب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل

                                                                                                          1831 حدثنا سلمة بن شبيب ومحمود بن غيلان وأحمد بن إبراهيم الدورقي قالوا حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل هذا حديث حسن صحيح غريب وقد رواه علي بن مسهر عن هشام بن عروة وفي الحديث كلام أكثر من هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( باب ما جاء في حب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل ) الحلواء بالمد والقصر لغتان ، وهي عند الأصمعي بالقصر تكتب بالياء ، وعند الفراء بالمد تكتب بالألف . وقال الليث الأكثر على المد وهو كل حلو يؤكل . وقال الخطابي : اسم الحلوى لا يقع إلا على ما دخلته الصنعة . وفي المخصص لابن سيده : هي ما عولج من الطعام بحلاوة وقد يطلق على الفاكهة .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا سلمة بن شبيب ) هو النيسابوري ( حدثنا أبو أسامة ) اسمه حماد بن أسامة ( عن هشام بن عروة ) بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ، ربما دلس من الخامسة ( عن أبيه ) أي عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي المدني ثقة فقيه مشهور من الثانية .

                                                                                                          قوله : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ) قال النووي : المراد بالحلواء هنا كل شيء [ ص: 456 ] حلو ، وذكر العسل بعدها تنبيها على شرافته ومزيته وهو من باب ذكر الخاص بعد العام انتهى . قال ابن بطال : الحلوى والعسل من جملة الطيبات المذكورة في قوله تعالى : كلوا من الطيبات وفيه تقوية لقول من قال المراد به المستلذ من المباحات ، ودخل في معنى هذا الحديث كل ما يشابه الحلوى والعسل من أنواع المآكل اللذيذة . وقال الخطابي وتبعه ابن التين : لم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لها على معنى كثرة التشهي لها وشدة نزاع النفس إليها ، وإنما كان ينال منها إذا أحضرت إليه نيلا صالحا فيعلم بذلك أنها تعجبه انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البخاري في الطلاق والأطعمة والأشربة والطب وترك الحيل ، وأخرجه مسلم في الطلاق ، وأبو داود في الأشربة والنسائي في الوليمة والطب ، وابن ماجه في الأطعمة ( وفي الحديث كلام أكثر من هذا ) يعني أن هذا الحديث مطول ، واختصره الترمذي ، وأخرجه البخاري مطولا في الطلاق والحيل ومسلم في الطلاق .




                                                                                                          الخدمات العلمية