الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الطب

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في ابتدائه :

                                                                                                                                                                                                                              روى البزار في مسنده والطبراني في الكبير وابن السني وأبو نعيم ، كلاهما في الطب النبوي من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- :

                                                                                                                                                                                                                              «أن نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- كان إذا قام يصلي رأى شجرة نابتة بين يديه ، فيقول لها : ما اسمك ؟ فتقول : كذا ، فيقول : لأي شيء أنت ؟ فتقول : لكذا ، فإن كانت لداء كنت ، وإن كانت لغرس غرست» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم في المستدرك وصححه وابن مردويه من طريق سلمة بن كميل عن سعيد بن جبير عنه قال : «كان سليمان بن داود -عليهما الصلاة والسلام- إذا صلى الصلاة طلعت بين عينيه شجرة ، فيقول لها : ما أنت ؟ فتقول : أنا شجرة كذا وكذا ، فيقول : لأي شيء طلعت ؟ فتقول : طلعت لكذا وكذا ، فيؤمر بها فتزرع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن مردويه من طريق علي بن بذيمة عن عكرمة عنه قال : «كان ينبت في مصلى سليمان بن داود -عليهما الصلاة والسلام- كل غداة شجرة ، فيقول لها سليمان : ما أنت ؟ فتقول : أنا كذا وكذا ، فيقول لها : لأي شيء تصلحين ؟ فتقول : لكذا وكذا فيعطيهما طباخه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الطب من طريق قتادة عن الحسن قال : «أن سليمان بن داود -عليهما الصلاة والسلام- لما فرغ من بناء بيت المقدس ، وأراد الله قبضه ، دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه ، فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت : ألا تسألني ، ما أنا ؟ فقال سليمان : ما أنت ؟ قالت : أنا شجرة كذا وكذا ، دواء كذا وكذا من داء كذا [ ص: 96 ] وكذا ، فأمر سليمان بقطعها ، وكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت ، فوضع عند ذلك كتاب الطب الفيلسوفيون ، ووضعوا الأدوية وأسماء الأشجار التي نبتت في المسجد .

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي- بإسناد ضعيف- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعا قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : المعدة حوض البدن ، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة ، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية