الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بخص ]

                                                          بخص : البخص : مصدر بخص عينه يبخصها بخصا أغارها ; قال اللحياني : هذا كلام العرب ، والسين لغة . والبخص : سقوط باطن الحجاج على العين . والبخصة : شحمة العين من أعلى وأسفل . التهذيب : والبخص في العين لحم عند الجفن الأسفل كاللخص عند الجفن الأعلى . وفي حديث القرظي في قوله عز وجل : قل هو الله أحد الله الصمد ، لو سكت عنها لتبخص لها رجال فقالوا : ما صمد ؟ البخص ، بتحريك الخاء : لحم تحت الجفن الأسفل يظهر عند تحديق الناظر إذا أنكر شيئا وتعجب منه ، يعني لولا أن البيان اقترن في السورة بهذا الاسم لتحيروا فيه حتى تنقلب أبصارهم . غيره : البخص لحم ناتئ فوق العينين أو تحتهما كهيئة النفخة ، تقول منه : بخص الرجل ، بالكسر ، فهو أبخص إذا نتأ ذلك منه . وبخصت عينه أبخصها بخصا إذا قلعتها مع شحمتها . قال يعقوب : [ ص: 30 ] ولا تقل بخست . وروى الأصمعي : بخص عينه وبخزها وبخسها ، كله بمعنى فقأها . والبخص ، بالتحريك : لحم القدم ولحم فرسن البعير ولحم أصول الأصابع مما يلي الراحة ، الواحدة بخصة . قال أبو زيد : الوجى في عظم الساقين وبخص الفراسن ; والوجى قيل الحفا . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم : أنه كان مبخوص العقبين أي قليل لحمهما . قال الهروي : وإن روي بالنون والحاء والضاد ، فهو من النحض اللحم . يقال : نحضت العظم إذا أخذت عنه لحمه . ابن سيده : والبخصة لحم الكف والقدم ، وقيل : هي لحم باطن القدم ، وقيل : هي ما ولي الأرض من تحت أصابع الرجلين وتحت مناسم البعير والنعام ، والجمع بخصات وبخص ; قال : وربما أصاب الناقة داء في بخصها ، فهي مبخوصة تظلع من ذلك . والبخص : لحم الذراعين . وناقة مبخوصة : تشتكي بخصتها . وبخص اليد : لحم أصول الأصابع مما يلي الراحة . والبخصة : لحم أسفل خف البعير ، والأظل : ما تحت المناسم . المبرد : البخص اللحم الذي يركب القدم ، قال : وهو قول الأصمعي ، وقال غيره : هو لحم يخالطه بياض من فساد يحل فيه ; ومما يدل على أنه اللحم خالطه الفساد قول أبي شراعة من بني قيس بن ثعلبة :


                                                          يا قدمي ، ما أرى لي مخلصا مما أراه ، أو تعودا بخصا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية