الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سبسب ]

                                                          سبسب : السباسب والسبسب : شجر يتخذ منه السهام ؛ قال يصف قانصا :


                                                          ظل يصاديها دوين المشرب لاط بصفراء ، كتوم المذهب     وكل جشء من فروع السبسب



                                                          أراد لاطئا ، فأبدل من الهمز ياء ، وجعلها من باب قاض ، للضرورة . وقول رؤبة :


                                                          راحت ، وراح كعصا السبساب



                                                          يحتمل أن يكون السبساب فيه لغة في السبسب ، ويحتمل أن يكون أراد السبسب ، فزاد الألف للقافية ، كما قال الآخر :


                                                          أعوذ بالله من العقراب     الشائلات عقد الأذناب



                                                          [ ص: 110 ] قال : الشائلات ، فوصف به العقرب ، وهو واحد لأنه على الجنس . وسبسب بوله : أرسله . والسبسب : المفازة . وفي حديث قس : فبينا أنا أجول سبسبها ؛ السبسب : القفر والمفازة ، قال ابن الأثير : ويروى بسبسها ، قال : وهما بمعنى ، والسبسب الأرض المستوية البعيدة . ابن شميل : السبسب الأرض القفر البعيدة ، مستوية وغير مستوية ، وغليظة وغير غليظة ، لا ماء بها ولا أنيس . أبو عبيد : السباسب والبسابس : القفار ، واحدها سبسب وبسبس ، ومنه قيل للأباطيل : الترهات البسابس . وحكى اللحياني : بلد سبسب وبلد سباسب ، كأنهم جعلوا كل جزء منه سبسبا ثم جمعوه على هذا . وقال أبو خيرة : السبسب الأرض الجدبة ، أبو عمرو : سبسب إذا سار سيرا لينا ، وسبسب إذا قطع رحمه ، وسبسب إذا شتم شتما قبيحا . والسباسب : أيام السعانين ، أنبأ بذلك أبو العلاء ، وفي الحديث : إن الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد . يوم السباسب : عيد للنصارى ويسمونه يوم السعانين ؛ وأما قول النابغة :


                                                          رقاق النعال ، طيب حجزاتهم     يحيون بالريحان ، يوم السباسب



                                                          فإنما يعني عيدا لهم . والسيسبان والسيسبى ، الأخيرة عن ثعلب : شجر . وقال أبو حنيفة : السيسبان شجر ينبت من حبة ويطول ولا يبقى على الشتاء ، له ورق نحو ورق الدفلى حسن ، والناس يزرعونه في البساتين يريدون حسنه وله ثمر نحو خرائط السمسم إلا أنها أدق . وذكره سيبويه في الأبنية ؛ وأنشد أبو حنيفة يصف أنه إذا جفت خرائط ثمره خشخش كالعشرق ؛ قال :


                                                          كأن صوت رألها ، إذا جفل     ضرب الرياح سيسبانا قد ذبل



                                                          قال : وحكى الفراء فيه : سيسبى ، يذكر ويؤنث ، ويؤتى به من بلاد الهند ، وربما قالوا : السيسب ؛ وقال :


                                                          طلق وعتق مثل عود السيسب



                                                          وأما أحمد بن يحيى فقال في قول الراجز :


                                                          وقد أناغي الرشأ المرببا     خودا ضناكا لا تمد العقبا
                                                          يهتز متناها إذا ما اضطربا     كهز نشوان قضيب السيسبى



                                                          إنما أراد السيسبان ، فحذف للضرورة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية