الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سجا ]

                                                          سجا : قال : الله تعالى : والضحى والليل إذا سجى ; معناه سكن ودام ; وقال الفراء : إذا أظلم وركد في طوله كما يقال : بحر ساج وليل ساج إذا ركد وأظلم ، ومعنى ركد سكن . ابن الأعرابي : سجا امتد بظلامه ، ومنه البحر الساجي ; قال الأعشى :


                                                          فما ذنبنا أن جاش بحر ابن عمكم وبحرك ساج لا يواري الدعامصا ؟



                                                          وفي حديث علي ، عليه السلام ، ولا ليل داج ولا بحر ساج أي ساكن . الزجاج سجا سكن ; وأنشد للحارثي :


                                                          يا حبذا القمراء والليل الساج     وطرق مثل ملاء النساج



                                                          وأنشد ابن بري لآخر :


                                                          ألا اسلمي اليوم ، ذات الطوق والعاج     والجيد والنظر المستأنس الساجي



                                                          معمر : والليل إذا سجا إذا سكن بالناس ، وقال الحسن : إذا لبس الناس إذا جاء . الأصمعي : سجو الليل تغطيته للنهار مثل ما يسجى الرجل بالثوب . وسجا البحر وأسجى إذا سكن . وسجا الليل وغيره يسجو سجوا وسجوا : سكن ودام . وليلة ساجية إذا كانت ساكنة البرد والريح والسحاب غير مظلمة . وسجا البحر سجوا . سكن تموجه . وامرأة ساجية : فاترة الطرف . الليث : عين ساجية : فاترة النظر ، يعتري الحسن في النساء . وامرأة سجواء الطرف وساجية الطرف : فاترة الطرف ساكنته . وطرف ساج أي ساكن . وناقة سجواء : ساكنة عند الحلب ; قال :


                                                          فما برحت سجواء حتى كأنما     تغادر بالزيزاء برسا مقطعا



                                                          شبه ما تساقط من اللبن عن الإناء به ، وقيل : ناقة سجواء مطمئنة الوبر . وناقة سجواء إذا حلبت سكنت . وكذلك السجواء في النظر والطرف . وشاة سجواء : مطمئنة الصوف . وسجى الميت : غطاه . وسجيت الميت تسجية إذا مددت عليه ثوبا . وفي الحديث : لما مات ، عليه السلام ، سجي ببرد حبرة أي غطي . والمتسجي : المتغطي من الليل الساجي لأنه يغطي بظلامه وسكونه . وفي حديث موسى و الخضر ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : فرأى رجلا مسجى بثوب . ابن الأعرابي : سجا يسجو سجوا وسجى يسجي وأسجى يسجي كله : غطى شيئا ما . والتسجية : أن يسجى الميت بثوب أي يغطى به ; وأنشد في صفة الريح :


                                                          وإن سجت أعقبها صباها



                                                          أي سكنت . أبو زيد : أتانا بطعام فما ساجيناه أي ما مسسناه . ويقال : هل تساجي ضيعة ؟ أي هل تعالجها ؟ والسجية : الطبيعة والخلق . وفي الحديث : كان خلقه سجية أي طبيعة من غير تكلف . ابن بزرج : ما كانت البئر سجواء ولقد أسجت ، وكذلك الناقة أسجت في الغزارة في اللبن ، وما كانت البئر عضوضا ولقد أعضت . وسجا : موضع : أنشد ابن الأعرابي :


                                                          قد لحقت أم جميل بسجا     خود تروي بالخلوق الدملجا



                                                          وقيل : سجا ، بالسين والجيم ، اسم بئر ذكرها الأزهري في ترجمة شحا . قال ابن بري : وسجا اسم ماءة ; عن ابن الأعرابي وأنشد :


                                                          ساقي سجا يميد ميد المخمور     ليس عليها عاجز بمعذور
                                                          لا أخو جلادة بمذكور



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية