الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سحج ]

                                                          سحج : سحجه الحائط يسحجه سحجا وسحجه : خدشه ; قال رؤبة :


                                                          جأبا ترى بليته مسحجا



                                                          أي تسحيجا . قال أبو حاتم : قرأت على الأصمعي في جيمية العجاج :

                                                          [ ص: 134 ]

                                                          جأبا ترى بليته مسحجا



                                                          فقال : تليله ، فقلت : بليته ، فقال : هذا لا يكون ، فقلت : أخبرني به من سمعه من فلق في رؤبة ، أعني أبا زيد الأنصاري ، قال : هذا لا يكون . قلت : جعله مصدرا ، أراد تسحيجا ، فقال : هذا لا يكون ، قلت : فقد قال جرير :


                                                          ألم تعلم بمسرحي القوافي ؟     فلا عيا بهن ، ولا اجتلابا



                                                          أي تسريحي ؛ فكأنه أراد أن يدفعه ، فقلت له : فقد قال تعالى : ومزقناهم كل ممزق ; فأمسك . قال الأزهري : كأنه أراد : ترى بليته تسحيجا ، فجعل مسحجا مصدرا . والمسحج : المعضض ، وهو من سحج الجلد . وسحجه فتسحج : شدد للكثرة . وسحجت جلده فانسحج أي قشرته فانقشر . والسحج : أن يصيب الشيء الشيء فيسحجه أي يقشر منه شيئا قليلا ، كما يصيب الحافر ، قبل الوجى ، سحج . وانسحج جلده من شيء مر به إذا تقشر الجلد الأعلى . ويقال : أصابه شيء فسحج وجهه ، وبه سحج . وسحج الشيء بالشيء سحجا ؛ فهو مسحوج وسحيج : حاكه فقشره ; قال أبو ذؤيب :


                                                          فجاء بها بعد الكلال كأنه     من الأين ، مخراش أقذ سحيج



                                                          وبعير سحاج : يسحج الأرض بخفه أي يقشرها فلا يلبث أن يحفى ; وناقة مسحاج ، كذلك ; وزمن مسحاج وسحاج : يقشر كل شيء ; قال أبو عامر الكلابي يصف نخلا :


                                                          ما ضرها مس زمان سحاج



                                                          وسحج العود بالمبرد يسحجه سحجا : قشره ; وسحجت الريح الأرض ، كذلك . والسحج : داء في البطن قاشر ، منه . وسحج شعره بالمشط سحجا : سرحه تسريحا لينا على فروة الرأس . وسحجه يسحجه سحجا ، فهو سحيج . وسحجه : عضه فأثر فيه ، وقد غلب على حمر الوحش . وحمار مسحج أي معضض مكدم ; والمسحج ، منها . والمسحاج : العضاض . والمساحج : آثار تكادم الحمر عليها . والتسحيج : الكدم . والسحج : من جري الدواب دون الشد . ويقال : حمار مسحج ومسحاج ; قال النابغة :


                                                          رباعية أضر بها رباع     بذات الجزع مسحاج شنون



                                                          وقال غيره : مر يسحج أي يسرع ; قال مزاحم :


                                                          على أثر الجعفي دهر ، وقد أتى     له منذ ولى يسحج السير ، أربع



                                                          وسحج الأيمان يسحجها : تابع بينها . ورجل سحاج ، وكذلك الحلف ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          لا تنكحن نحضا بجباجا     فدما إذا صيح به أفاجا
                                                          وإن رأيت قمصا وساجا     ولمة وحلفا سحاجا



                                                          وسيحوج : اسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية