الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بدر ]

                                                          بدر : بدرت إلى الشيء أبدر بدورا : أسرعت ، وكذلك بادرت إليه . وتبادر القوم : أسرعوا . وابتدروا السلاح : تبادروا إلى أخذه . وبادر الشيء مبادرة وبدارا وابتدره وبدر غيره إليه يبدره : عاجله ; وقول أبي المثلم :


                                                          فيبدرها شرائعها فيرمي مقاتلها ، فيسقيها الزؤاما



                                                          أراد إلى شرائعها فحذف وأوصل . وبادره إليه : كبدره . وبدرني الأمر وبدر إلي : عجل إلي واستبق . واستبقنا البدرى أي مبادرين . وأبدر الوصي في مال اليتيم : بمعنى بادر وبدر . ويقال : ابتدر القوم أمرا وتبادروه أي بادر بعضهم بعضا إليه أيهم يسبق إليه فيغلب عليه . وبادر فلان فلانا موليا ذاهبا في فراره . وفي حديث اعتزال النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه قال عمر : فابتدرت عيناي ; أي سالتا بالدموع . وناقة بدرية : بدرت أمها الإبل في النتاج فجاءت بها في أول الزمان ، فهو أغزر لها وأكرم . والبادرة : الحدة ، وهو ما يبدر من حدة الرجل عند غضبه من قول أو فعل . وبادرة الشر : ما يبدرك منه ; يقال : أخشى عليك بادرته . وبدرت منه بوادر غضب أي خطأ وسقطات عندما احتد . والبادرة : البديهة . والبادرة من الكلام : التي تسبق من الإنسان في الغضب ; ومنه قول النابغة :


                                                          ولا خير في حلم ، إذا لم تكن له     بوادر تحمي صفوه أن يكدرا



                                                          وبادرة السيف : شباته . وبادرة النبات : رأسه أول ما ينفطر عنه . وبادرة الحناء : أول ما يبدأ منه . والبادرة : أجود الورس وأحدثه نباتا . وعين حدرة بدرة ; وحدرة : مكتنزة صلبة ، وبدرة : تبدر بالنظر ، وقيل : حدرة واسعة وبدرة تامة كالبدر ، قال امرؤ القيس :


                                                          وعين لها حدرة بدرة     شقت مآقيهما من أخر



                                                          وقيل : عين بدرة يبدر نظرها نظر الخيل ; عن ابن الأعرابي ، وقيل : هي الحديدة النظر ، وقيل : هي المدورة العظيمة ، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأعرابي . والبدر : القمر إذا امتلأ ، وإنما سمي بدرا ; لأنه يبادر بالغروب طلوع الشمس ، وفي المحكم : لأنه يبادر بطلوعه غروب الشمس ; لأنهما يتراقبان في الأفق صبحا ; وقال الجوهري : سمي بدرا لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يعجلها المغيب ، وسمي بدرا لتمامه ، وسميت ليلة البدر لتمام قمرها . وقوله في الحديث عن جابر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي ببدر فيه خضرات من البقول ; قال ابن وهب : يعني بالبدر الطبق شبه بالبدر لاستدارته ; قال الأزهري : وهو صحيح . قال : وأحسبه سمي بدرا ; لأنه مدور ، وجمع البدر بدور . وأبدر القوم : طلع لهم البدر ; ونحن مبدرون . وأبدر الرجل إذا سرى في ليلة البدر ، وسمي بدرا لامتلائه . وليلة البدر : ليلة أربع عشرة . وبدر القوم : سيدهم ، على التشبيه بالبدر ; قال ابن أحمر :


                                                          وقد نضرب البدر اللجوج بكفه     عليه ، ونعطي رغبة المتودد



                                                          ويروى البدء . والبادر : القمر . والبادرة : الكلمة العوراء . والبادرة : الغضبة السريعة ; يقال : احذروا بادرته . والبدر : الغلام المبادر . وغلام بدر : ممتلئ . وفي حديث جابر : كنا لا نبيع الثمر حتى يبدر أي يبلغ . يقال : بدر الغلام إذا تم واستدار ، تشبيها بالبدر في تمامه وكماله ، وقيل : إذا احمر البسر يقال له : قد أبدر . والبدرة : جلد السخلة إذا فطم ، والجمع بدور وبدر ; قال الفارسي : ولا نظير لبدرة وبدر إلا بضعة وبضع وهضبة وهضب . الجوهري : والبدرة مسك السخلة لأنها ما دامت ترضع فمسكها للبن شكوة ، وللسمن عكة ، [ ص: 37 ] فإذا فطمت فمسكها للبن بدرة ، وللسمن مسأد ، فإذا أجذعت فمسكها للبن وطب ، وللسمن نحي . والبدرة : كيس فيه ألف أو عشرة آلاف ، سميت ببدرة السخلة ، والجمع البدور ، وثلاث بدرات . أبو زيد : يقال لمسك السخلة ما دامت ترضع الشكوة ، فإذا فطم فمسكه البدرة ، فإذا أجذع فمسكه السقاء . والبادرتان من الإنسان : لحمتان فوق الرغثاوين وأسفل الثندوة ، وقيل : هما جانبا الكركرة ، وقيل : هما عرقان يكتنفانها ; قال الشاعر :


                                                          تمري بوادرها منها فوارقها



                                                          يعني فوارق الإبل ، وهي التي أخذها المخاض ففرقت نادة ، فكلما أخذها وجع في بطنها مرت أي ضربت بخفها بادرة كركرتها وقد تفعل ذلك عند العطش . والبادرة من الإنسان وغيره : اللحمة التي بين المنكب والعنق ، والجمع البوادر ; قال خراشة بن عمرو العبسي :


                                                          هلا سألت ، ابنة العبسي : ما حسبي     عند الطعان إذا ما غص بالريق ؟
                                                          وجاءت الخيل محمرا بوادرها     زورا ، وزلت يد الرامي عن الفوق



                                                          يقول : هلا سألت عني وعن شجاعتي إذا اشتدت الحرب واحمرت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها ، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دهشا وحيرة ; وقوله زورا يعني مائلة أي تميل لشدة ما تلاقي . وفي الحديث : أنه لما أنزلت عليه سورة : اقرأ باسم ربك ، جاء بها - صلى الله عليه وسلم - ترعد بوادره ، فقال : زملوني زملوني ! قال الجوهري : في هذا الموضع البوادر من الإنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق ; قال ابن بري : وهذا القول ليس بصواب ، والصواب أن يقول البوادر جمع بادرة : اللحمة التي بين المنكب والعنق . والبيدر : الأندر ; وخص كراع به أندر القمح يعني الكدس منه ، وبذلك فسره الجوهري . البيدر : الموضع الذي يداس فيه الطعام . وبدر : ماء بعينه ، قال الجوهري : يذكر ويؤنث . قال الشعبي : بدر بئر كانت لرجل يدعى بدرا ; ومنه يوم بدر . وبدر : اسم رجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية