الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5923 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      70- سورة المعارج

                                                                                                                                                                                                                                      وتسمى سورة سأل سائل. وهي مكية. وآيها أربع وأربعون.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5924 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [1 - 3] سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج

                                                                                                                                                                                                                                      سأل سائل بعذاب واقع للكافرين قال مجاهد : أي: دعا داع بعذاب يقع في الآخرة، وهو قولهم: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم والسائل هو النضر بن الحارث بن كلدة -فيما رواه النسائي عن ابن عباس - وقد قيل: إن الموعود بوقوعه عذاب الدنيا. وقد قتل النضر ببدر، ففي الآية إخبار عن مغيب وقع مصداقه.

                                                                                                                                                                                                                                      و " للكافرين " صفة ثانية ل: عذاب، أو صلة ل: " واقع " واللام للتعليل، أو بمعنى على.

                                                                                                                                                                                                                                      ليس له دافع أي: راد يرده من جهته، لتعلق إرادته به. وهذا كقوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ذي المعارج قال الرازي: المعارج جمع معرج، وهو المصعد، ومنه قوله تعالى: ومعارج عليها يظهرون

                                                                                                                                                                                                                                      والمفسرون ذكروا فيه وجوها:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: قال ابن عباس في رواية: أي: هي السماوات; وسماها معارج؛ لأن الملائكة يعرجون فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5925 ] وثانيها: قال قتادة : ذي الفواضل والنعم; وذلك لأن لأياديه ووجوه إنعامه مراتب، وهي تصل إلى الناس على مراتب مختلفة.

                                                                                                                                                                                                                                      وثالثها: أن المعارج هي الدرجات التي يعطيها أولياءه في الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية