الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سقم ]

                                                          سقم : السقام والسقم والسقم : المرض ، لغات مثل حزن وحزن ، وقد سقم وسقم سقما وسقما وسقاما وسقامة يسقم ، فهو سقم وسقيم ; قال سيبويه : والجمع سقام جاءوا به على فعال ، يذهب سيبويه إلى الإشعار بأنه كسر تكسير فاعل ، وأسقمه الداء ، وقال إبراهيم ، عليه السلام ، فيما قصه الله في كتابه : إني سقيم ; قال بعض المفسرين : معناه إني طعين أي أصابه الطاعون ، وقيل : معناه إني سأسقم فيما أستقبل إذا حان الأجل ، وهذا من معارض الكلام ، كما قال : إنك ميت وإنهم ميتون ; المعنى إنك ستموت وإنهم سيموتون ; قال ابن الأثير : قيل إنه استدل بالنظر في النجوم على وقت حمى كانت تأتيه ، وكان زمانه زمان نجوم ، فلذلك نظر فيها ، وقيل : إن ملكهم أرسل إليه أن غدا عيدنا فاخرج معنا ، فأراد التخلف عنهم ، فنظر إلى نجم فقال : إن هذا النجم لم يطلع قط إلا أسقم ، وقيل : أراد إني سقيم بما أرى من عبادتكم غير الله ; قال ابن الأثير : والصحيح أنها إحدى كذباته الثلاث ، والثانية : بل فعله كبيرهم ، والثالثة : عن زوجته سارة إنها أختي ، وكلها كانت في ذات الله ، ومكابدة عن دينه . والمسقام كالسقيم ; وقيل : هو الكثير السقم ، والأنثى مسقام أيضا ، هذه عن اللحياني . أسقمه الله سقمه ; قال ذو الرمة :


                                                          هام الفؤاد بذكراها وخامرها منها على عدواء الدار تسقيم

                                                          وأسقم الرجل : سقم أهله ، والسقام وسقام : واد بالحجاز ; قال أبو خراش الهذلي :


                                                          أمسى سقام خلاء لا أنيس به     إلا السباع ومر الريح بالغرف

                                                          ويروى إلا الثمام ، و أبو عمرو يرفع إلا الثمام ، وغيره ينصبه . والسوقم : شجر يشبه الخلاف وليس به ، وقال أبو حنيفة : السوقم شجر عظام مثل الأثأب سواء ، غير أنه أطول طولا من الأثأب وأقل عرضا منه ، وله ثمرة مثل التين ، وإذا كان أخضر فإنما هو حجر صلابة ، فإذا أدرك اصفر شيئا ولان وحلا حلاوة شديدة ، وهو طيب الريح يتهادى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية