الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سكف ]

                                                          سكف : الأسكفة والأسكوفة : عتبة الباب التي يوطأ عليها . والساكف أعلاه الذي يدور فيه الصائر والصائر أسفل طرف الباب الذي يدور أعلاه ; وأنشد ابن بري لجرير أو الفرزدق والشك منه :


                                                          ما بال لومكها وجئت تعتلها حتى اقتحمت بها أسكفة الباب     كلاهما حين جد الجري بينهما
                                                          قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي

                                                          وجعله أحمد بن يحيى من استكف الشيء أي انقبض . قال ابن جني : وهذا أمر لا ينادى وليده . أبو سعيد : يقال : لا أتسكف لك بيتا ، مأخوذ من الأسكفة أي لا أدخل له بيتا . والأسكف : منابت الأشفار وقيل : شعر العين نفسه ، الأخيرة عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          تخيل عينا حالكا أسكفها     ألا يعزب الكحل السحيق ذرفها

                                                          أسكفها منابت أشفارها ، وقوله : لا يعزب الكحل السحيق ذرفها يقول : هذا خلقة فيها ولا كحل ثم ، وذرفها دمعها ; وأنشد أيضا :


                                                          حوراء في أسكف عينيها وطف     وفي الثنايا البيض من فيها رهف

                                                          الرهف : الرقة . الجوهري : الإسكاف واحد الأساكفة . ابن سيده : والسيكف والأسكف والأسكوف والإسكاف كله الصانع ، أيا كان ، وخص بعضهم به النجار ; قال :


                                                          لم يبق إلا منطق وأطراف     وبردتان وقميص هفهاف
                                                          وشعبتا ميس براها إسكاف

                                                          [ ص: 218 ] المنطق والنطاق واحد ، ويروى منطق ، بفتح الميم ، يريد كلامه ولسانه ، وأراد بالأطراف الأصابع ، وجعل النجار إسكافا على التوهم ، أراد براها النجار ; كما قال ابن أحمر :


                                                          لم تدر ما نسج اليرندج قبلها     ودراس أعوص دارس متخدد

                                                          اليرندج : الجلد الأسود يعمل منه الخفاف ، وظن ابن أحمر أنه ينسج ، وأراد أنها غرة نشأت في نعمة ، ولم تدر عويص الكلام ، وقال الأصمعي : يقول : خدعتها بكلام حسن كأنه أرندج منسوج ، وقوله : دارس متخدد أي يغمض أحيانا ويظهر أحيانا ; وقالأبو نخيلة :


                                                          برية لم تأكل المرققا     ولم تذق من البقول فستقا

                                                          وقال زهير :


                                                          فتنتج لكم غلمان أشأم ، كلهم     كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم

                                                          وقال آخر :


                                                          جائف القرعة أصنع

                                                          حسب أن القرعة معمولة ; قال ابن بري : هذا مثل يقال لمن عمل عملا وظن أنه لا يصنع أحد مثله ، فيقال : جائف القرعة أصنع منك ، وحرفة الإسكاف السكافة والأسكفة ; الأخيرة نادرة عن الفراء . الليث : الإسكاف مصدره السكافة ، ولا فعل له . ابن الأعرابي : أسكف الرجل إذا صار إسكافا . والإسكاف عند العرب : كل صانع غير من يعمل الخفاف ، فإذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر قالوا : هو الأسكف ; وأنشد :


                                                          وضع الأسكف فيه رقعا     مثل ما ضمد جنبيه الطحل

                                                          قال الجوهري : قول من قال : كل صانع عند العرب إسكاف غير معروف ; قال ابن بري : وقول الأعشى :


                                                          أرندج إسكاف خطا

                                                          خطأ قال شمر : سمعت ابن الفقعسي يقول : إنك لإسكاف بهذا الأمر أي حاذق ; وأنشد يصف بئرا :


                                                          حتى طويناها كطي الإسكاف

                                                          قال : الإسكاف الحاذق ، قال : ويقال : رجل إسكاف وأسكوف للخفاف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية