الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سلح ]

                                                          سلح : السلاح : اسم جامع لآلة الحرب ، وخص بعضهم به ما كان من الحديد ، يؤنث ويذكر ، والتذكير أعلى لأنه يجمع على أسلحة ، وهو جمع المذكر مثل حمار وأحمرة ورداء وأردية ، ويجوز تأنيثه ، وربما خص به السيف ; قال الأزهري : والسيف وحده يسمى سلاحا ; قال الأعشى :


                                                          ثلاثا وشهرا ثم صارت رذية طليح سفار كالسلاح المفرد

                                                          يعني السيف وحده . والعصا تسمى سلاحا ; ومنه قول ابن أحمر :


                                                          ولست بعرنة عرك سلاحي     عصا مثقوبة تقص الحمارا

                                                          وقول الطرماح يذكر ثورا يهز قرنه للكلاب ليطعنها به :


                                                          يهز سلاحا لم يرثها كلالة     يشك بها منها أصول المغابن

                                                          إنما عنى روقيه ، سماهما سلاحا لأنه يذب بهما عن نفسه ، والجمع أسلحة وسلح وسلحان . وتسلح الرجل : لبس السلاح . وفي حديث عقبة بن مالك : بعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، سرية ، فسلحت رجلا منهم سيفا أي جعلته سلاحه ; وفي حديث عمر ، رضي الله تعالى عنه : لما أتي بسيف النعمان بن المنذر دعا جبير بن مطعم فسلحه إياه ; وفي حديث أبي قال له : من سلحك هذه القوس ؟ وقال طفيل : ورجل سالح ذو سلاح كقولهم تامر ولابن ; ومتسلح : لابس السلاح . والمسلحة : قوم ذو سلاح . وأخذت الإبل سلاحها : سمنت ; قال النمر بن تولب :


                                                          أيام لم تأخذ إلي سلاحها     إبلي بجلتها ولا أبكارها

                                                          وليس السلاح اسما للسمن ، ولكن لما كانت السمينة تحسن في عين صاحبها فيشفق أن ينحرها ، صار السمن كأنه سلاح لها ، إذ رفع عنها النحر . والمسلحة : قوم في عدة بموضع رصد قد وكلوا به بإزاء ثغر ، واحدهم مسلحي ، والجمع المسالح ; والمسلحي أيضا : الموكل به والمؤمر . والمسلحة : كالثغر والمرقب . وفي الحديث : كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب ; قال بشر :


                                                          بكل قياد مسنفة عنود     أضر بها المسالح والغوار

                                                          ابن شميل : مسلحة الجند خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق ، ويتجسسون خبر العدو ويعلمون علمهم ، لئلا يهجم عليهم ، ولا يدعون واحدا من العدو يدخل بلاد المسلمين ، وإن جاء جيش أنذروا المسلمين ; وفي حديث الدعاء : بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان ; المسلحة : القوم الذين يحفظون الثغور من العدو ، سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح ، أو لأنهم يسكنون المسلحة ، وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة ، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له . والمسالح : مواضع المخافة ; قال الشماخ :


                                                          تذكرتها وهنا وقد حال دونها     قرى أذربيجان المسالح والجال

                                                          والسلح : اسم لذي البطن ، وقيل : لما رق منه من كل ذي بطن ، وجمعه سلوح وسلحان ; قال الشاعر فاستعاره للوطواط :


                                                          كأن برفغيها سلوح الوطاوط

                                                          وأنشد ابن الأعرابي في صفة رجل :


                                                          ممتلئا ما تحته سلحانا

                                                          والسلاح ، بالضم : النجو ; وقد سلح يسلح سلحا ، أسلحه غيره ، وغالبه السلاح ، وسلح الحشيش الإبل وهذه الحشيشة تسلح الإبل تسليحا . وناقة سالح : سلحت من البقل وغيره . والإسليح : شجرة تغزر عليها الإبل ; قالت أعرابية ، وقيل لها : ما شجرة أبيك ؟ فقالت : شجرة أبي الإسليح ، رغوة وصريح ، وسنام إطريح ; وقيل : هي بقلة من أحرار البقول تنبت في الشتاء ، تسلح الإبل إذا استكثرت منها ; وقيل : هي عشبة تشبه الجرجير تنبت في حقوف الرمل ; وقيل : هو نبات سهلي ينبت ظاهرا وله ورقة دقيقة لطيفة وسنفة محشوة حبا كحب الخشخاش . وهو من نبات مطر الصيف يسلح الماشية ، واحدته إسليحة ; قال أبو زياد : منابت الإسليح الرمل ، وهمزة إسليح ملحقة له ببناء قطمير بدليل ما انضاف إليها من زيادة الياء معها ، هذا مذهب أبي علي ; وقال ابن جني : سألته يوما عن تجفاف أتاؤه للإلحاق بباب قرطاس ، فقال : نعم ، واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الألف معها ; قال ابن جني : فعلى هذا يجوز أن يكون ما جاء عنهم من باب أملود وأظفور ملحقا بعسلوج ودملوج ، وأن يكون إطريح وإسليح ملحقا بباب شنظير وخنزير ، قال : ويبعد هذا عندي لأنه يلزم منه أن يكون باب إعصار وإسنام ملحقا بباب حدبار وهلقام ، وباب إفعال لا يكون ملحقا ، ألا ترى أنه في الأصل للمصدر نحو إكرام وإنعام ؟ وهذا مصدر فعل غير ملحق فيجب أن يكون المصدر في ذلك على سمت فعله غير مخالف له ، قال : وكأن هذا ونحوه إنما لا يكون ملحقا من قبل أن ما زيد على الزيادة الأولى في أوله إنما هو حرف لين ، وحرف اللين لا يكون للإلحاق ، إنما جيء به بمعنى ، وهو امتداد الصوت به ، وهذا حديث غير حديث الإلحاق ، ألا ترى أنك إنما تقابل بالملحق الأصل ، وباب المد إنما هو الزيادة أبدا ؟ فالأمران على ما ترى في البعد غايتان . والمسلح : منزل على أربع منازل من مكة . والمسالح : مواضع ، وهي غير المسالح المتقدمة الذكر . والسيلحون : [ ص: 228 ] موضع ، منهم من يجعل الإعراب في النون ومنهم من يجريها مجرى مسلمين ، والعامة تقول سالحون . الليث : سيلحين موضع ، يقال : هذه سيلحون وهذه سيلحين ، ومثله صريفون وصريفين ; وقال : وأكثر ما يقال : هذه سيلحون ورأيت سيلحين ، وكذلك هذه قنسرون ورأيت قنسرين . ومسلحة : موضع ; قال :


                                                          لهم يوم الكلاب ويوم قيس     أراق على مسلحة المزادا

                                                          وسليح : قبيلة من اليمن . وسلاح : موضع قريب من خيبر ; وفي الحديث : حتى تكون أبعد مسالحهم سلاح . والسلح : ولد الحجل مثل السلك والسلف ، والجمع سلحان ; أنشد أبو عمرو لجؤية :


                                                          وتتبعه غبر إذا ما عدا عدوا     كسلحان حجلى قمن حين يقوم

                                                          وفي التهذيب : السلحة والسلكة فرخ الحجل وجمعه سلحان وسلكان . والعرب تسمي السماك الرامح : ذا السلاح ، والآخر الأعزل . وقال ابن شميل : السلح ماء السماء في الغدران وحيثما كان ; يقال : ماء العد وماء السلح ; قال الأزهري : سمعت العرب تقول لماء السماء ماء الكرع ولم أسمع السلح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية