الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سمط ]

                                                          سمط : سمط الجدي والحمل يسمطه ويسمطه سمطا ، فهو مسموط وسميط : نتف عنه الصوف ونظفه من الشعر بالماء الحار ليشويه ، وقيل : نتف عنه الصوف بعد إدخاله في الماء الحار ; الليث : إذا مرط عنه صوفه ثم شوي بإهابه فهو سميط . وفي الحديث : ما أكل شاة سميطا أي مشوية ، فعيل بمعنى مفعول ، وأصل السمط أن ينزع صوف الشاة المذبوحة بالماء الحار ، وإنما يفعل بها ذلك في الغالب لتشوى . وسمط الشيء سمطا : علقه . والسمط : الخيط ما دام فيه الخرز ، وإلا فهو سلك . والسمط : خيط النظم لأنه يعلق ، وقيل : هي قلادة أطول من المخنقة ، وجمعه سموط ; قال : أبو الهيثم : السمط الخيط الواحد المنظوم ، والسمطان اثنان ، يقال : رأيت في يد فلانة سمطا أي نظما واحدا يقال له : يك رسن ، وإذا كانت القلادة ذات نظمين فهي ذات سمطين ; وأنشد لطرفة :


                                                          وفي الحي أحوى ينفض المرد شادن مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد

                                                          والسمط : الدرع يعلقها الفارس على عجز فرسه ، وقيل : سمطها . والسمط : واحد السموط ، وهي سيور تعلق من السرج . وسمطت الشيء : علقته على السموط تسميطا . وسمطت الشيء : لزمته ; قال الشاعر :


                                                          تعالي نسمط حب دعد ، ونغتدي     سواءين والمرعى بأم درين

                                                          أي تعالي نلزم حبنا وإن كان علينا فيه ضيقة . والمسمط من الشعر : أبيات مشطورة يجمعها قافية واحدة ، وقيل : المسمط من الشعر ما قفي أرباع بيوته وسمط في قافية مخالفة ; يقال : قصيدة مسمطة سمطية كقول الشاعر ، وقال ابن بري : هو لبعض المحدثين :


                                                          وشيبة كالقسم غير سود اللمم     داويتها بالكتم زورا وبهتانا

                                                          وقال الليث : الشعر المسمط الذي يكون في صدر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة مقفاة ، ويجمعها قافية مخالفة لازمة للقصيدة حتى تنقضي ; قال : وقال امرؤ القيس في قصيدتين سمطيتين على هذا المثال تسميان السمطين ، وصدر كل قصيدة مصراعان في بيت ثم سائره ذو سموط ، فقال في إحداهما :


                                                          ومستلئم كشفت بالرمح ذيله     أقمت بعضب ذي سفاسق ميله
                                                          فجعت به في ملتقى الخيل خيله     تركت عتاق الطير تحجل حوله
                                                          كأن على سرباله نضح جريال

                                                          وأورد ابن بري مسمط امرئ القيس :


                                                          توهمت من هند معالم أطلال

                                                          عفاهن طول الدهر في الزمن الخالي

                                                          مرابع من هند خلت ومصايف     يصيح بمغناها صدى وعوازف
                                                          وغيرها هوج الرياح العواصف     وكل مسف ثم آخر رادف
                                                          بأسحم من نوء السماكين هطال

                                                          وأورد ابن بري لآخر :


                                                          خيال هاج لي شجنا     فبت مكابدا حزنا
                                                          عميد القلب مرتهنا     بذكر اللهو والطرب
                                                          سبتني ظبية عطل     كأن رضابها عسل
                                                          ينوء بخصرها كفل     بنيل روادف الحقب
                                                          يجول وشاحها قلقا     إذا ما ألبست شفقا
                                                          رقاق العصب أو سرقا     من الموشية القشب
                                                          يمج المسك مفرقها [ ص: 255 ]     ويصبي العقل منطقها
                                                          وتمسي ما يؤرقها     سقام العاشق الوصب

                                                          ومن أمثال العرب السائرة قولهم لمن يجوز حكمه : حكمك مسمطا ، قال المبرد : وهو على مذهب لك ، يقال : حكمك مسمطا أي متمما ، إلا أنهم يحذفون منه لك ، يقال : حكمك مسمطا أي متمما ، معناه لك حكمك ولا يستعمل إلا محذوفا . قال ابن شميل : يقال للرجل حكمك مسمطا ، قال : معناه مرسلا يعني به جائزا . المسمط : المرسل الذي لا يرد . ابن سيده : وخذ حقك مسمطا أي سهلا مجوزا نافذا . وهو لك مسمطا أي هنيئا . ويقال : سمط لغريمه إذا أرسله . ويقال : سمطت الرجل يمينا على حقي أي استحلفته وقد سمط هو على اليمين يسمط أي حلف . ويقال : سبط فلان على ذلك الأمر يمينا ، وسمط عليه ، بالباء والميم ، أي حلف عليه . وقد سمطت يا رجل على أمر أنت فيه فاجر ، وذلك إذا وكد اليمين وأحلطها . ابن الأعرابي : السامط الساكت ، والسمط السكوت عن الفضول . يقال : سمط وسمط وأسمط إذا سكت . والسمط : الداهي في أمره الخفيف في جسمه من الرجال وأكثر ما يوصف به الصياد ; قال رؤبة ونسبه الجوهري للعجاج :


                                                          جاءت فلاقت عنده الضآبلا     سمطا يربي ولدة زعابلا

                                                          قال ابن بري : الرجز لرؤبة صواب إنشاده سمطا ، بالكسر ، لأنه هنا الصائد ; شبه بالسمط من النظام في صغر جسمه ، وسمطا بدل من ( الضآبل ) . قال : أبو عمرو : يعني الصياد كأنه نظام في خفته وهزاله . والزعابل : الصغار . وأورد هذا البيت في ترجمة زعبل ، وقال : والسمط الفقير ; ومما قاله رؤبة في السمط الصائد :


                                                          حتى إذا عاين روعا رائعا     كلاب كلاب وسمطا قابعا

                                                          وناقة سمط وأسماط : لا وسم عليها كما يقال ناقة غفل . ونعل سمط وسمط وسميط وأسماط : لا رقعة فيها ، وقيل : ليست بمخصوفة . والسميط من النعل : الطاق الواحد ولا رقعة فيها ; قال الأسود بن يعفر :


                                                          فأبلغ بني سعد بن عجل بأننا     حذوناهم نعل المثال سميطا

                                                          وشاهد الأسماط قول ليلى الأخيلية :


                                                          شم العرانين أسماط نعالهم     بيض السرابيل لم يعلق بها الغمر

                                                          وفي حديث أبي سليط : رأيت للنبي نعل أسماط ، هو جمع سميط هو من ذلك . وسراويل أسماط : غير محشوة . وقيل : هو أن يكون طاقا واحدا ; عن ثعلب ; وأنشد بيت الأسود بن يعفر . وقال ابن شميل : السمط الثوب الذي ليست له بطانة طيلسان أو ما كان من قطن ، ولا يقال : كساء سمط ولا ملحفة سمط لأنها لا تبطن ; قال الأزهري : أراد بالملحفة إزار الليل تسميه العرب اللحاف والملحفة إذا كان طاقا واحدا . والسميط والسميط : الآجر القائم بعضه فوق بعض ; الأخيرة عن كراع . قال الأصمعي : وهو الذي يسمى بالفارسية براستق . وسمط اللبن يسمط سمطا وسموطا : ذهبت عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه ، وقيل : هو أول تغيره ، وقيل : السامط من اللبن الذي لا يصوت في السقاء لطراءته وخثورته ; قال الأصمعي : المحض من اللبن ما لم يخالطه ماء حلوا كان أو حامضا ، فإذا ذهبت عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ، فإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط ، قال : والسامط أيضا الماء المغلى الذي يسمط الشيء . والسامط : المعلق الشيء بحبل خلفه من السموط ; قال الزفيان :


                                                          كأن أقتادي والأسامطا

                                                          ويقال : ناقة سمط لا سمة عليها ، وناقة علط موسومة . وسمط السكين سمطا : أحدها ; عن كراع . وسماط القوم : صفهم . ويقال : قام القوم حوله سماطين أي صفين ، وكل صف من الرجال سماط . وسموط العمامة : ما أفضل منها على الصدر والأكتاف . والسماطان من النحل والناس : الجانبان ، يقال : مشى بين السماطين . وفي حديث الإيمان : حتى سلم من طرف السماط ; السماط : الجماعة من الناس والنحل ، والمراد في الحديث الجماعة الذين كانوا جلوسا عن جانبيه . وسماط الوادي : ما بين صدره ومنتهاه . وسمط الرمل : حبله ; قال :


                                                          فلما غدا استذرى له سمط رملة     لحولين أدنى عهده بالدواهن

                                                          وسمط وسميط : اسمان . وأبو السمط : من كناهم ، عن اللحياني .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية