الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سمه ]

                                                          سمه : سمه البعير والفرس في شوطه يسمه ، بالفتح فيهما ، سموها : جرى جريا ولم يعرف الإعياء ، فهو سامه ، والجمع سمه ؛ وأنشد لرؤبة :


                                                          يا ليتنا والدهر جري السمه

                                                          أراد : ليتنا والدهر نجري إلى غير نهاية ؛ وهذا البيت أورده الجوهري :


                                                          ليت المنى والدهر جري السمه

                                                          قال ابن بري : وبعده :


                                                          لله در الغانيات المده

                                                          قال : ويروى في رجزه جري ، بالرفع على خبر ليت ، ومن نصبه فعلى المصدر أن يجري جري السمه أي ليت الدهر يجري بنا في منانا إلى غير نهاية ينتهي إليها . السمه والسمهى والسميهى كله : الباطل والكذب . وقال الكسائي : من أسماء الباطل قولهم السمه . يقال : جرى فلان جري السمه . ويقال : ذهب في السميهى أي في الباطل . الجوهري : جرى فلان السمهى أي جرى إلى غير أمر يعرفه . وفي حديث علي كرم الله وجهه : إذا مشت هذه الأمة السميهى فقد تودع منها ؛ هي ، بضم السين وتشديد الميم : التبختر من الكبر ، قال : وهو في غير هذا الباطل والكذب . الفراء : وذهبت إبله السميهى ، على مثال وقعوا في خليطى ، تفرقت في كل وجه ، وقيل : السميهى التفرق في كل وجه من أي الحيوان كان . الفراء : ذهبت إبله السميهى والعميهى والكميهى أي لا يدري أين ذهبت . والسمهى : الهواء بين السماء والأرض . اللحياني : يقال : للهواء اللوح والسمهى والسميهى . النضر : يقال : ذهب في السمه والسمهى أي في الريح والباطل . وسمه الرجل إبله : أهملها ، وهي إبل سمه ؛ هذا قول أبي حنيفة ، وليس بجيد ، لأن سمه ليس على سمه إنما هو على سمه . والسمه : أن يرمي الرجل إلى غير غرض . وبقي القوم سمها أي متلددين ؛ قال ابن الأعرابي : كثر عيال رجل من طيئ من بنات وزوجة فخرج بهن إلى خيبر يعرضهن لحماها ، فلما وردها قال :


                                                          قلت لحمى خيبر : استعدي     هذي عيالي فاجهدي وجدي
                                                          وباكري بصالب وورد     أعانك الله على ذا الجند

                                                          قال : فأصابته الحمى فمات ، وبقي عياله سمها متلددين . وسمه الرجل سمها ، فهو سامه : دهش . ورجل سامه : حائر ، من قوم سمه . اللحياني : يقال : رجل مسمه العقل ومسبه العقل أي ذاهب العقل . والسمهى : مخاط الشيطان . والسمهة : خوص يسف ثم يجمع ، يجعل شبيها بالسفرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية