الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بذم ]

                                                          بذم : البذم : الرأي الجيد . والبذم : احتمالك لما حملت . والبذم : النفس . والبذم : القوة والطاقة ; قال الشاعر :


                                                          أنوء برجل بها بذمها وأعيت بها أختها الآخره



                                                          أو الغابره . ورجل ذو بذم أي كثافة وجلد ، وكذلك الثوب . وثوب ذو بذم أي كثير الغزل . ورجل ذو بذم أي سمين ، ويقال : ذو رأي وحزم ، وقال الأموي : ذو نفس ، وقال الكسائي : ذو احتمال لما حمل . قال ابن بري : قال الأصمعي : إذا لم يكن للرجل رأي قيل : ما له بذم . والبذم : مصدر البذيم ، وهو العاقل الغضب من الرجال أي أنه يعلم ما يأتيه عند الغضب ; كذا حكاه أهل اللغة ، وقيل : يعلم ما يغضب له ; قال الشاعر :

                                                          [ ص: 46 ]

                                                          كريم عروق النبعتين مطهر     ويغضب مما منه ذو البذم يغضب



                                                          الليث : رجل بذم وبذيم إذا غضب مما يجب أن يغضب منه . وقال الفراء : البذيمة الذي لا يغضب في غير موضع الغضب ; قال ابن بري : وقول المرار :


                                                          يا أم عمران وأخت عتم ;     قد طال ما عشت بغير بذم



                                                          أي بغير مروءة ، وقد بذم بذامة . ابن الأعرابي : والبذيم من الأفواه المتغير الرائحة ; وأنشد :


                                                          شممتها بشارب بذيم     قد خم ، أو قد هم بالخموم



                                                          وقال غيره : أبذمت الناقة وأبلمت إذا ورم حياؤها من شدة الضبعة ، وإنما يكون ذلك في بكرات الإبل ; قال الراجز :


                                                          إذا سما فوق جموح مكتام     من غمطه الأثناء ذات الإبذام



                                                          يصف فحل إبل أراد أنه يحتقر الأثناء ذوات البلمة ، فيعلو الناقة التي لا تشول بذنبها ، وهي لاقح ، كأنها تكتم لقاحها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية