الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه في الحرب على ألا يفروا ، وربما بايعهم على الموت ، وبايعهم على الجهاد كما بايعهم على الإسلام ، وبايعهم على الهجرة قبل الفتح ، وبايعهم على التوحيد ، والتزام طاعة الله ورسوله ، وبايع نفرا من أصحابه ألا يسألوا الناس شيئا .

[ ص: 87 ] ( وكان السوط يسقط من يد أحدهم ، فينزل عن دابته ، فيأخذه ، ولا يقول لأحد : ناولني إياه ) .

وكان يشاور أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي " المستدرك " عن أبي هريرة : ( ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .

( وكان يتخلف في ساقتهم في المسير ، فيزجي الضعيف ، ويردف المنقطع ، وكان أرفق الناس بهم في المسير ) .

( وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها ) ، فيقول مثلا إذا أراد غزوة حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك .

وكان يقول : ( الحرب خدعة ) .

( وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويطلع الطلائع ، ويبيت [ ص: 88 ] الحرس ) .

( وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم ) .

وكان يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبة كفئا لها ، وكان يبارز بين يديه بأمره ، وكان يلبس للحرب عدته ، ( وربما ظاهر بين درعين ، وكان له الألوية والرايات ) .

( وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بعرصتهم ثلاثا ، ثم قفل ) .

( وكان إذا أراد أن يغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذنا ، لم يغر وإلا أغار ) . ( وكان ربما بيت عدوه ، وربما فاجأهم نهارا ) .

( وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ) وكان العسكر إذا نزل [ ص: 89 ] انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم .

( وكان يرتب الصفوف ويعبئهم عند القتال بيده ، ويقول : تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ) .

وكان يستحب للرجل منهم أن يقاتل تحت راية قومه .

التالي السابق


الخدمات العلمية