الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سوك ]

                                                          سوك : السوك : فعلك بالسواك والمسواك ، وساك الشيء سوكا : [ ص: 307 ] دلكه ، وساك فمه بالعود يسوكه سوكا ؛ قال عدي بن الرقاع :


                                                          وكأن طعم الزنجبيل ولذة صهباء ساك بها المسحر فاها

                                                          ساك وسوك واحد ، والمسحر : الذي يأتيها بسحورها ، واستاك : مشتق من ساك ، وإذا قلت استاك أو تسوك فلا تذكر الفم . واسم العود : المسواك ، يذكر ويؤنث ، وقيل : السواك تؤنثه العرب . وفي الحديث : السواك مطهرة للفم ، بالكسر ، أي يطهر الفم . قال أبو منصور : ما سمعت أن السواك يؤنث ، قال : وهو عندي من غدد الليث ، والسواك مذكر . وقوله مطهرة كقولهم " الولد مجبنة مجهلة مبخلة " ، وقوله " الكفر مخبثة " ، قال : والسواك ما يدلك به الفم من العيدان . والسواك : كالمسواك ، والجمع سوك ؛ وأخرجه الشاعر على الأصل فقال عبد الرحمن بن حسان :


                                                          أغر الثنايا أحم اللثا     ت تمنحه سوك الإسحل

                                                          وقال أبو حنيفة : ربما همز فقيل سؤك . وقال أبو زيد بجمع السواك سوك على فعل مثل كتاب وكتب . وأنشد الخليل بيت عبد الرحمن بن حسان : سؤك الإسحل ، بالهمز ؛ قال ابن سيده : وهذا لا يلزم همزه ؛ قال ابن بري : ومثله لعدي بن زيد :


                                                          وفي الأكف اللامعات سور

                                                          التهذيب : رجل قئول من قوم قول وقول ، مثل سوك وسوك ؛ وسوك فاه تسويكا . والسواك والتساوك : السير الضعيف ، وقيل : رداءة المشي من إبطاء أو عجف ؛ قال عبيد الله بن الحر الجعفي :


                                                          إلى الله أشكو ما أرى بجيادنا     تساوك هزلى مخهن قليل

                                                          قال ابن بري : قال الآمدي : البيت لعبيدة بن هلال اليشكري ؛ قال : ومثله لكعب بن زهير :


                                                          حرف توارثها السفار فجسمها     عار تساوك والفؤاد خطيف

                                                          وجاءت الإبل ، وفي المحكم : وجاءت الغنم ما تساوك أي ما تحرك رءوسها من الهزال . قال الأزهري : تقول العرب جاءت الغنم هزلى تساوك أي تتمايل من الهزال والضعف في مشيها ، قال : وهكذا رواه ابن جبلة عن أبي عبيد . وفي حديث أم معبد : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ارتحل عنها جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا ما تساوك هزالا ؛ ابن السكيت : تساوكت في المشي وتسروكت وهما رداءة المشي والبطء فيه من عجف أو إعياء . ويقال : تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال ؛ أراد أنها تتمايل من ضعفها . وروي حديث أم معبد : فجاء زوجها يسوق أعنزا عجافا تساوك هزالا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية