الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4067 ( 124 ) من قال : إذا فجرت وهي حامل انتظر بها حتى تضع ، ثم ترجم .

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن الحسن قال : جاءت امرأة من بارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني قد زنيت فأقم في حد الله ، قال : فردها النبي عليه السلام حتى شهدت على نفسها شهادات ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ارجعي ، فلما وضعت حملها أمرها النبي صلى الله عليه وسلم فتطهرت ولبست أكفانها ثم أمر بها فرجمت ، فأصاب خالد بن الوليد من دمها فسبها ، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبل منه .

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن نمير قال حدثنا بشير بن المهاجر قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : جاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله ، إني قد زنيت وإني أريد أن تطهرني ، وأنه ردها ، فلما كان الغد قالت : يا نبي الله ، لم تردني ، فلعلك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ، فوالله إني لحبلى ، قال : إما لا فاذهبي حتى تلدي ، [ ص: 558 ] فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة ، قالت : هذا وقد ولدته ، قال : اذهبي فأرضعيه ، حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي وفي يده كسرة خبز فقالت : هذا يا نبي الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام ، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموا ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها ، فانتضخ الدم على وجه خالد بن الوليد ، فسمع نبي الله سبه إياها ، فقال : مهلا يا خالد بن الوليد ، فوالذي نفسي بيده ، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ، ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت .

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبان العطار قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصبت حدا فأقمه علي ، وهي حامل ، فأمر بها أن يحسن إليها حتى تضع ، فلما أن وضعت جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فسلب عنها ثيابها ، ثم رجمها وصلى عليها ، فقال عمر : يا نبي الله ، أتصلي عليها وقد زنت ؟ فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي قال : أتي علي بشراحة ، امرأة من همدان ، وهي حبلى من زنا ، فأمر بها علي فحبست في السجن ، فلما وضعت ما في بطنها أخرجها يوم الخميس فضربها مائة سوط ورجمها يوم الجمعة .

                                                                                ( 5 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه أن امرأة غاب عنها زوجها ، ثم جاء وهي حامل فرفعها إلى عمر ، فأمر برجمها فقال معاذ : إن يكن لك عليها سبيل فلا سبيل لك على ما في بطنها ، فقال عمر : احبسوها حتى تضع ، فوضعت غلاما له ثنيتان ، فلما رآه أبوه قال : ابني ، فبلغ ذلك عمر فقال : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ، لولا معاذ هلك عمر .

                                                                                ( 6 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم عن أبيه عن علي مثله [ ص: 559 ]

                                                                                ( 7 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن صالح عن سماك قال : حدثني فضل بن كعب قال : أراد عمر أن يرجم المرأة التي فجرت وهي حامل ، فقال له معاذ : إذا تظلمها ، أرأيت الذي في بطنها ما ذنبه ؟ علام تقتل نفسين بنفس واحدة ؟ فتركها حتى وضعت حملها ، ثم رجمها .

                                                                                ( 8 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن شعبة عن المنهال عن زاذان أن عليا أمر بها فلفت في عباء .

                                                                                ( 9 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحيم عن صالح بن صالح عن عبد الرحمن بن سعيد الهمداني عن مسعود رجل من آل أبي الدرداء أن عليا لما رجم شراحة جعل الناس يلعنونها فقال : أيها الناس لا تلعنوها فإن من أقيم عليه عصا حد فهو كفارته جزاء الدين بالدين .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية