الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      [ ص: 7 ] بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى ( كتاب الحج )

                                      التالي السابق


                                      الحج يقال - بفتح الحاء وكسرها - لغتان ، قرئ بهما في السبع ، أكثر السبعة بالفتح ، وكذا الحجة فيها لغتان ، وأكثر المسموع الكسر والقياس . وأصله القصد ، وقال الأزهري : هو من قولك : حججته إذا أتيته مرة بعد أخرى ، والأول هو المشهور ، وقال الليث : أصل الحج في اللغة : زيارة شيء تعظمه ، وقال كثيرون : هو إطالة الاختلاف إلى الشيء ، واختاره ابن جرير ، قال أهل اللغة : يقال : حج يحج - بضم الحاء - فهو حاج ، والجمع حجاج وحجيج وحج - بضم الحاء - حكاه الجوهري ، كنازل ونزل ، وقال العلماء : ثم اختص الحج في الاستعمال بقصد الكعبة للنسك .

                                      ( وأما ) العمرة ففيها قولان لأهل اللغة حكاهما الأزهري وآخرون : ( أشهرهما ) - ولم يذكر ابن فارس والجوهري وغيرهما غيره - أصلها الزيارة .

                                      ( والثاني ) أصلها القصد ، قاله الزجاج وغيره ، قال الأزهري : وقيل : إنما اختص الاعتمار بقصد الكعبة ; لأنه يقصد إلى موضع عامر ، والله أعلم .



                                      ( فرع ) في طرف من فضائل الحج قال الله - تعالى - : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } وعن أبي هريرة رضي الله عنه عنه قال : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور } رواه البخاري ومسلم ، وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه } رواه البخاري ومسلم ، وعنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : العمرة إلى العمرة كفارة [ ص: 8 ] لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } رواه البخاري ومسلم . المبرور الذي لا معصية فيه ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : { قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لكن أفضل من الجهاد حج مبرور } رواه البخاري وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة } ، رواه مسلم " وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي - } رواه البخاري ومسلم




                                      الخدمات العلمية