الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وكان يشدد في الغلول جدا ، ويقول : ( هو عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة ) .

[ ص: 97 ] ولما ( أصيب غلامه مدعم قالوا : هنيئا له الجنة قال : كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا " فجاء رجل بشراك أو شراكين لما سمع ذلك ، فقال : " شراك أو شراكان من نار ) .

وقال أبو هريرة : ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظمه ، وعظم أمره ، فقال : " لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، على رقبته فرس له حمحمة يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، على رقبته صامت ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك ، على رقبته رقاع تخفق فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ) .

( وقال لمن كان على ثقله وقد مات " هو في النار " فذهبوا ينظرون فوجدوا عباءة قد غلها ) .

( وقالوا في بعض غزواتهم : " فلان شهيد ، وفلان شهيد ، حتى مروا على رجل ، فقالوا : وفلان شهيد ، فقال : كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو [ ص: 98 ] عباءة " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب يا ابن الخطاب ، اذهب فناد في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ) .

( وتوفي رجل يوم خيبر ، فذكروا ذلك ل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك ، فقال : إن صاحبكم غل في سبيل الله شيئا " ففتشوا متاعه ، فوجدوا خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين ) .

( وكان إذا أصاب غنيمة أمر بلالا ، فنادى في الناس ، فيجيئون بغنائمهم ، فيخمسه ويقسمه ، فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سمعت بلالا نادى ثلاثا ؟ " قال : نعم ، قال : "فما منعك أن تجيء به ؟ " فاعتذر ، فقال : " كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله منك ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية