الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 2 ] سورة فصلت مكية وآياتها أربع وخمسون آية

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      حم

                                                                                                                                                                                                                                      حم إن جعل اسما للسورة فهو إما خبر لمبتدإ محذوف وهو الأظهر لما مر سره مرارا أو مبتدأ خبره تنزيل وهو على الأول خبر وخبر لمبتدإ محذوف إن جعل مسرودا على نمط التعديد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: من الرحمن الرحيم متعلق به مؤكد لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية أو خبر آخر، أو تنزيل مبتدأ لتخصصه بالصفة خبره كتاب وهو على الوجوه الأول بدل منه أو خبر آخر أو خبر لمحذوف. ونسبة التنزيل إلى الرحمن الرحيم للإيذان بأنه مدار للمصالح الدينية والدنيوية واقع بمقتضى الرحمة الربانية حسبما ينبئ عنه قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      فصلت آياته ميزت بحسب النظم والمعنى: وجعلت تفاصيل في أساليب مختلفة ومعان متغايرة من أحكام وقصص ومواعظ وأمثال ووعد ووعيد وقرئ "فصلت" أي: فرقت بين الحق والباطل أو فصل بعضها من بعض باختلاف الأساليب والمعاني من قولك: "فصل من البلد فصولا".

                                                                                                                                                                                                                                      قرآنا عربيا نصب على المدح أو الحالية من "كتاب" لتخصصه بالصفة أو من آياته. لقوم يعلمون أي: معانيه لكونه على لسانهم. وقيل: لأهل العلم والنظر لأنهم المنتفعون به، واللام متعلقة بمحذوف هو صفة أخرى لـ"قرآنا" أي: كائنا لقوم ...إلخ.

                                                                                                                                                                                                                                      أو بتنزيل على أن من الرحمن الرحيم ليست بصفة له أو بفصلت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية