الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 647 ] سورة عم يتساءلون

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله: عم : قد تقدم أن البزي يدخل هاء السكت عوضا من ألف "ما" الاستفهامية في الوقف. ونقل عن ابن كثير أنه يقرأ "عمه" بالهاء وصلا، أجرى الوصل مجرى الوقف. وقرأ عبد الله وأبي وعكرمة "عما" بإثبات الألف. وقد تقدم أنه يجوز ضرورة أو في قليل من الكلام. ومنه:


                                                                                                                                                                                                                                      4464- على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد



                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم أن الزمخشري جعل منه بما غفر لي ربي في يس . و"عم" فيه قولان، أحدهما: - وهو الظاهر - أنه متعلق بـ "يتساءلون" هذا الظاهر. قال أبو إسحاق: "الكلام تام في قوله: "عم يتساءلون"، [ ص: 648 ] ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب، فيقول: يتساءلون عن النبأ العظيم، فاقتضى إيجاز القرآن وبلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي تقتضيه الحال والمحاورة اقتضابا للحجة، وإسراعا إلى موضع قطعهم". والثاني: أنه متعلق بفعل مقدر ويتعلق عن النبإ العظيم بهذا الفعل الظاهر. قال الزمخشري : "وعن ابن كثير أنه قرأ "عمه" بهاء السكت. ولا يخلو: إما أن يجري الوصل مجرى الوقف، وإما أن يقف ويبتدئ يتساءلون عن النبإ العظيم على أن يضمر "يتساءلون"; لأن ما بعده يفسره كشيء يبهم ثم يفسر".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية