الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4660 (11) باب الترغيب في عيادة المرضى وفعل الخير

                                                                                              [ 2483 ] عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة" . قيل : يا رسول الله ، وما خرفة الجنة؟ قال : جناها .

                                                                                              وفي رواية " مخرفة " بدل " خرفة " .

                                                                                              رواه أحمد ( 5 \ 283 )، ومسلم (2568) (39 - 42)، والترمذي (967).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (11) ومن باب : الترغيب في عيادة المرضى

                                                                                              (قوله : " لم يزل في خرفة الجنة ") هو بضم الخاء المعجمة وسكون الراء [ ص: 550 ] وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بما هو المعروف في اللغة فقال : هو جناها ، أي : ما يجتنى منها . وفي الصحاح : الخرفة - بالضم - : ما يجتنى من الفواكه ، ويقال : التمر خرفة الصائم . وأما رؤية من رواها مخرفة بفتح الميم وسكون الخاء ، وفتح الراء : فهو البستان . والمخرفة والمخرف : الطريق ، ومنه قول عمر - رضي الله عنه - : تركتم على مخرفة النعم . أما المخرف والمخرفة - بكسر الميم - : فهو الوعاء الذي يجتنى فيه التمر . ومعنى هذا الحديث ، أن عائد المريض بما يناله من أجر العيادة وثوابها الموصل إلى الجنة كأنه يجتني ثمرات الجنة ، أو كأنه في محرف الجنة ، أي : في طريقها الموصل إلى الاحتراف . وسمي الخريف بذلك ، لأنه فضل تخترف فيه الثمار . وعيادة المريض من أعمال الطاعات الكثيرة الثواب ، العظيمة الأجر ، كما دلت عليه هذه الأحاديث وغيرها . وهي من فروض الكفايات ، إذا منع المرض من التصرف ، لأن المريض لو لم يعد جملة لضاع وهلك ، ولا سيما إن كان غريبا أو ضعيفا . وأما من كان له أهل فيجب تمريضه على من تجب عليه نفقته ، فأما من لا يجب ذلك عليه ؛ فمن قام به منهم سقط عن الباقين . والعيادة : مصدر عاد يعود عودا ، وعيادة ، وعيادا ، غير أنه قد خصت العيادة بالرجوع إلى المرضى والتكرار إليهم .




                                                                                              الخدمات العلمية