الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب تحريم الربيبة وأخت المرأة

                                                                                                                1449 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة أخبرنا هشام أخبرني أبي عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له هل لك في أختي بنت أبي سفيان فقال أفعل ماذا قلت تنكحها قال أو تحبين ذلك قلت لست لك بمخلية وأحب من شركني في الخير أختي قال فإنها لا تحل لي قلت فإني أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة قال بنت أم سلمة قلت نعم قال لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ح وحدثنا عمرو الناقد حدثنا الأسود بن عامر أخبرنا زهير كلاهما عن هشام بن عروة بهذا الإسناد سواء

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قولها : ( لست لك بمخلية ) . هو بضم الميم وإسكان الخاء المعجمة أي لست أخلى لك بغير ضرة

                                                                                                                قولها : ( وأحب من شركني في [ ص: 22 ] الخير أختي ) . هو بفتح الشين وكسر الراء أي أحب من شاركني فيك وفي صحبتك والانتفاع منك بخيرات الآخرة والدنيا

                                                                                                                قولها : ( تخطب درة بنت أبي سلمة ) هي بضم الدال وتشديد الراء وهذا لا خلاف فيه ، وأما ما حكاه القاضي عياض عن بعض رواة كتاب مسلم أنه ضبطه ( ذرة ) بفتح الذال المعجمة فتصحيف لا شك فيه .

                                                                                                                قولها : ( قال : ابنة أم سلمة ، قلت : نعم ) هذا سؤال استثبات ونفي احتمال إرادة غيرها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة . معناه أنها حرام علي بسببين ، كونها ربيبة ، وكونها بنت أخي ، فلو فقد أحد السببين حرمت بالآخر .

                                                                                                                والربيبة بنت الزوج مشتقة من الرب وهو الإصلاح لأنه يقوم بأمورها ويصلح أحوالها ، ووقع في بعض كتب الفقه أنها مشتقة من التربية وهذا غلط فاحش فإن من شرط الاشتقاق الاتفاق في الحروف الأصلية ، ولام الكلمة وهو الحرف الأخير مختلف فإن آخر ( رب ) باء موحدة وفي آخر ( ربي ) ياء مثناة من تحت ، والله أعلم .

                                                                                                                والحجر بفتح الحاء وكسرها




                                                                                                                الخدمات العلمية