الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب الحكم فيمن كسر شيئا

                                                                              2333 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك بن عبد الله عن قيس بن وهب عن رجل من بني سوءة قال قلت لعائشة أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أو ما تقرأ القرآن وإنك لعلى خلق عظيم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فصنعت له طعاما وصنعت له حفصة طعاما قالت فسبقتني حفصة فقلت للجارية انطلقي فأكفئي قصعتها فلحقتها وقد همت أن تضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفأتها فانكسرت القصعة وانتشر الطعام قالت فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيها من الطعام على النطع فأكلوا ثم بعث بقصعتي فدفعها إلى حفصة فقال خذوا ظرفا مكان ظرفكم وكلوا ما فيها قالت فما رأيت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( فكفئي ) من كفئ بالهمز في آخره ، أي : قلب ، أي : كبي ما في الإناء من الطعام (فلحقتها ) أي : فلحقت جاريتي حفصة (وقد هوت ) أي : مالت أو همت وقصدت (فأكفأتها ) أي : قلبتها ، أي : القصعة (على النطع ) بفتحتين أو سكون الثاني وفيه لغات أخر (خذوا ظرفا ) لعل القصعتين كانتا في القيمة سواء أو أنهما كانتا ملكا له - صلى الله عليه وسلم - وإنما أراد بما فعل جبرا للخاطر فلا يضر التفاوت بينهما قوله : ( فما رأيت ذلك ) أي : أثر ما فعلت في حضرته ، وهذا من كمال حسن الخلق الذي يمكن أن يكون معجزة [ ص: 56 ] له ، وفي الزوائد إسناده ضعيف للجاهلة بالتابعي .




                                                                              الخدمات العلمية