الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ برض ]

                                                          برض : البارض : أول ما يظهر من نبت الأرض وخص بعضهم به الجعدة والنزعة والبهمى والهلتى والقبأة وبنات الأرض ، وقيل : هو أول ما يعرف من النبات وتتناوله النعم . الأصمعي : البهمى أول ما يبدو منها البارض فإذا تحرك قليلا فهو جميم ; قال لبيد :


                                                          يلمج البارض لمجا في الندى من مرابيع رياض ورجل



                                                          الجوهري : البارض أول ما تخرج الأرض من البهمى والهلتى وبنت الأرض ; لأن نبتة هذه الأشياء واحدة ومنبتها واحد ، فهي ما دامت صغارا بارض فإذا طالت تبينت أجناسها . ويقال : أبرضت الأرض إذا تعاون بارضها فكثر . وفي حديث خزيمة وذكر السنة المجدبة : أيبست بارض الوديس ; البارض : أول ما يبدو من النبات قبل أن تعرف أنواعه ، والوديس : ما غطى وجه الأرض من النبات . ابن سيده : والبارض من النبات بعد البذر ; عن أبي حنيفة ، وقد برض النبات يبرض بروضا . وتبرضت الأرض : تبين نبتها . ومكان مبرض إذا تعاون بارضه وكثر . الجوهري : البرض القليل وكذلك البراض ، بالضم . وماء برض : قليل وهو خلاف العمر ، والجمع بروض وبراض وأبراض . وبرض يبرض ويبرض برضا وبروضا : قل ، وقيل : خرج قليلا قليلا . وبئر بروض : قليلة الماء . وهو يتبرض الماء : كلما اجتمع منه شيء غرفه . وتبرضت ماء الحسي إذا أخذته قليلا قليلا . وثمد برض : ماؤه قليل ; وقال رؤبة :


                                                          في العد لم يقدح ثمادا برضا



                                                          وبرض الماء من العين يبرض أي خرج وهو قليل . وبرض لي من ماله يبرض ويبرض برضا أي أعطاني منه شيئا قليلا . وتبرض ما عنده : أخذ منه شيئا بعد شيء . وتبرضت فلانا إذا أخذت منه الشيء بعد الشيء وتبلغت به . والتبرض والابتراض : التبلغ في العيش بالبلغة وتطلبه من هنا وهنا قليلا قليلا . وتبرض سمل الحوض إذا كان ماؤه قليلا فأخذته قليلا قليلا ; قال الشاعر :


                                                          وفي حياض المجد فامتلأت به     بالري ، بعد تبرض الأسمال



                                                          والتبرض : التبلغ بالقليل من العيش . وتبرض حاجته : أخذها قليلا قليلا . وفي الحديث : ماء قليل يتبرضه الناس تبرضا ، أي يأخذونه قليلا قليلا . والبرض : الشيء القليل ; وقول الشاعر :


                                                          وقد كنت براضا لها قبل وصلها     فكيف ولزت حبلها بحباليا ؟



                                                          معناه : قد كنت أنيلها الشيء قبل أن واصلتني فكيف وقد علقتها اليوم وعلقتني ؟ ابن الأعرابي : رجل مبروض ومضفوه ومطفوه ومضفوف ومحدود إذا نفد ما عنده من كثرة عطائه . والبرضة : ما تبرضت من الماء . وبرض له يبرض ويبرض برضا : قلل عطاءه . أبو زيد : إذا كانت العطية يسيرة قلت : برضت له أبرض وأبرض برضا . ويقال : إن المال ليتبرض النبات تبرضا ، وذلك قبل أن يطول ويكون فيه شبع المال ، فإذا غطى الأرض ورقا فهو جميم . والبرضة : أرض لا تنبت شيئا ، وهي أصغر من البلوقة . والمبرض والبراض : الذي يأكل كل شيء من ماله ويفسده . والبراض بن قيس : الذي هاجت به حرب عكاظ ، وقيل : هو أحد فتاك العرب معروف من بني كنانة ، وبفتكه قام حرب الفجار بين بني كنانة وقيس عيلان لأنه قتل عروة الرحال القيسي ; وأما قول امرئ القيس :


                                                          فوادي البدي فانتحى لليريض



                                                          فإن اليريض ، بالياء قبل الراء ، وهو واد بعينه ، ومن رواه : البريض ، بالباء ، فقد صحف ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية