الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق ، وبيان الحكمة في ذلك .

( السابع ) : روي عن أنس رضي الله عنه أنه كان يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق رواه البيهقي .

وقد روى أبو داود الطيالسي بسند صحيح وأبو يعلى عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال { أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقت له أمي قطيفة فجلس عليها ، فأتته بتمر فجعل يأكل ويقول بالنوى هكذا يضع النوى على السبابة ، والوسطى } [ ص: 155 ] وروى أبو داود وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال { أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق ، فجعل يفتشه يخرج السوس منه } .

وفي هذين الحديثين بحثان :

( الأول ) : في إلقائه صلى الله عليه وسلم النوى بأصبعيه . قال البيهقي في الشعب : الحكمة في ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم أن يجعل الآكل النوى على الطبق ، وعلله الحكيم الترمذي بأنه قد يخالطه الريق ورطوبة الفم : فإذا خالط ما في الطبق عافته الأنفس . انتهى .

قال في الآداب : قال الإمام ابن الجوزي في آداب الأكل : لا يجمع بين النوى والتمر في طبق ، ولا يجمعه في كفه ، بل يضعه من فيه على ظهر كفه ، ثم يلقيه ، وكذا كل ما له عجم وثفل . وهذا معنى كلام الآمدي . قال ابن مفلح : العجم بالتحريك النوى وكل ما كان في جوف مأكول كالزبيب ، الواحدة عجمة مثل قصبة وقصب . قال يعقوب : العامة تقول عجم بالتسكين . والثفل بضم الثاء المثلثة وسكون الفاء ما ثقل من كل شيء .

قال اليونيني في مختصر الآداب : وهذا الأدب - والله أعلم - بسبب مباشرة الرطوبة المنفصلة ، والعرف ، والعادة خلاف ذلك ، لكن الحكم للشرع لا للعرف الحادث ، وقد قال أبو بكر بن حماد : رأيت الإمام أحمد رضي الله عنه يأكل ويأخذ النوى على ظهر إصبعيه السبابة ، والوسطى ورأيته يكره أن يجعل النوى مع التمر في شيء واحد . ذكره الخلال في جامعه وصاحبه أبو بكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية