الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 54 ] سورة القلم

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 55 ] آ. (1) قوله : اقرأ : العامة على سكون الهمزة أمرا من القراءة. وقرأ عاصم في رواية الأعشى براء مفتوحة، وكأنه قلب الهمزة ألفا كقولهم: قرا يقرا نحو: سعى يسعى، فلما أمر منه حذف الألف على حد حذفها من اسع، وهذا كقول زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      4603 - . . . . . . . . . . . . . . . . . وإلا يبد بالظلم يظلم



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم تحريره.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: باسم ربك يجوز فيه أوجه، أحدها: أن تكون الباء للحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، قل باسم الله، ثم اقرأ، قاله [ ص: 56 ] الزمخشري . الثاني: أن الباء مزيدة والتقدير: اقرأ اسم ربك، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4604 - . . . . . . . . . . . . . . . . . .     سود المحاجر لا يقرأن بالسور



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الاسم صلة، أي: اذكر ربك، قالهما أبو عبيدة. الثالث: أن الباء للاستعانة والمفعول محذوف تقديره: اقرأ ما يوحى إليك مستعينا باسم ربك. الرابع: أنها بمعنى "على" ، أي: اقرأ على اسم ربك كما في قوله: وقال اركبوا فيها بسم الله قاله الأخفش، وقد تقدم أول هذا الموضوع: كيف قدم هذا الفعل على الجار وقدر متأخرا في بسم الله الرحمن الرحيم ، وتخريج الناس له، فأغنى عن إعادته.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: الذي خلق خلق الإنسان يجوز أن يكون "خلق" الثاني تفسيرا لـ "خلق" الأول يعني أنه أبهمه أولا، ثم فسره ثانيا بخلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان. ويجوز أن يكون حذف المفعول من الأول، تقديره: خلق كل شيء لأنه مطلق فيتناول كل مخلوق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية