الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4828 (8) باب في كيفية رفع العلم

                                                                                              [ 2607 ] عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا، وأضلوا".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 162 )، والبخاري (100)، ومسلم (2673) (13)، والترمذي (2652)، وابن ماجه (52).

                                                                                              [ ص: 707 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 707 ] وظاهر هذا الحديث أن الذي يرفع إنما هو العمل بالعلم ، لا نفس العلم ، وهذا بخلاف ما ظهر من حديث عبد الله بن عمر ، فإنه صريح في رفع العلم .

                                                                                              [ ص: 708 ] قلت : ولا تباعد فيهما ، فإنه إذا ذهب العلم بموت العلماء ، خلفهم الجهال ، فأفتوا بالجهل ، فعمل به ، فذهب العلم والعمل ، وإن كانت المصاحف والكتب بأيدي الناس ، كما اتفق لأهل الكتابين من قبلنا ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزياد على ما نص عليه النسائي : " ثكلتك أمك زياد ، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى " وذلك أن علماءهم لما انقرضوا خلفهم جهالهم ، فحرفوا الكتاب ، وجهلوا المعاني ، فعملوا بالجهل ، وأفتوا به ، فارتفع العلم والعمل ، وبقيت أشخاص الكتب لا تغني شيئا . وقد تقدم الكلام على قوله : " من سن في الإسلام سنة حسنة " في كتاب الزكاة .




                                                                                              الخدمات العلمية