الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل منزلة التعظيم

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة التعظيم .

وهذه المنزلة تابعة للمعرفة . فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب . وأعرف الناس به : أشدهم له تعظيما وإجلالا . وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته . ولا عرفه حق معرفته . ولا وصفه حق صفته . وأقوالهم تدور على هذا . فقال [ ص: 464 ] تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا قال ابن عباس و مجاهد : لا ترجون لله عظمة . وقال سعيد بن جبير : ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته ؟ وقال الكلبي : لا تخافون لله عظمة .

قال البغوي : والرجاء بمعنى المخوف . والوقار العظمة . اسم من التوقير . وهو التعظيم . وقال الحسن : لا تعرفون لله حقا ، ولا تشكرون له نعمة .

وقال ابن كيسان : لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيرا .

وروح العبادة : هو الإجلال والمحبة . فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت . فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم . فذلك حقيقة الحمد . والله سبحانه أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية