الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          أي كيفية الحكم ( طريق كل شيء ) حكم أو غيره ، ( ما يتوصل به إليه ) أي الشيء ( والحكم ) لغة المنع . واصطلاحا ( الفصل ) أي فصل الخصومات أو الإلزام [ ص: 512 ] بحكم شرعي كعقد رفع إليه فحكم به بلا خصومة ، وسمي القاضي حاكما ; لأنه يمنع الظالم من ظلمه ( إذا حضر إليه ) أي القاضي ( خصمان ) استحب أن يجلسهما بين يديه لحديث أبي داود : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن يجلس الخصمان بين يدي الحاكم } وقال علي حين خاصم اليهودي في درعه إلى شريح : " لولا أن خصمي يهودي لجلست معه بين يديك " ; ولأنه أمكن للحاكم في العدل بينهما ، فإذا جلسا ( فله أن يسكت حتى يبدأ ) خصمه بالبناء للمفعول أي يبدأ أحد الخصمين بالدعوى ، ( و ) له ( أن يقول : أيكما المدعي ) ; لأنه لا تخصيص في ذلك لأحدهما ، ( ومن سبق بالدعوى ) منهما ( قدمه ) أي قدمه الحاكم عليه لترجحه بالسبق ، فإن قال خصمه : أنا المدعي لم يلتفت الحاكم إليه ، وقال له : أجب عن دعواه ثم ادع بعد ما شئت ، ( ثم ) إن ادعيا معا قدم ( من قرع ) أي : خرجت له القرعة ; لأنها تعين المستحق ( فإذا انتهت حكومته ) أي الأول ( ادعى الآخر ) لاستيفاء الأول حقه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية