الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ برقش ]

                                                          برقش : برقش الرجل برقشة : ولى هاربا . والبرقشة : شبه تنقيش بألوان شتى وإذا اختلف لون الأرقش سمي برقشة . وبرقشه : نقشه بألوان شتى . وتبرقش الرجل : تزين بألوان شتى مختلفة ، وكذلك النبت إذا الون . وتبرقشت البلاد : تزينت وتلونت ، وأصله من أبي براقش . وتركت البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كل لون ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد للخنساء :


                                                          تطير حوالي البلاد براقشا بأروع طلاب الترات مطلب .



                                                          وقيل : بلاد براقش : مجدبة خلاء كبلاقع سواء ، فإن كان ذلك فهو من الأضداد . والبرقشة : التفرق ; عنه أيضا . والمبرنقش : الفرح المسرور . وابرنقشت العضاه : حسنت . وابرنقشت الأرض : اخضرت . وابرنقش المكان : انقطع من غيره ; قال رؤبة :


                                                          إلى معى الخلصاء حيث ابرنقشا .



                                                          والبرقش ، بالكسر : طويئر من الحمر متلون صغير مثل العصفور يسميه أهل الحجاز الشرشور ; قال الأزهري : وسمعت صبيان الأعراب يسمونه أبا براقش ، وقيل : أبو براقش طائر يتلون ألوانا شبيه بالقنفذ أعلى ريشه أغبر وأوسطه أحمر وأسفله أسود فإذا انتفش تغير لونه ألوانا شتى ; قال الأسدي :


                                                          إن يبخلوا أو يجبنوا     أو يغدروا لا يحفلوا
                                                          يغدوا عليك مرجلي     ن ، كأنهم لم يفعلوا
                                                          كأبي براقش ، كل لو     ن لونه يتخيل .



                                                          وصف قوما مشهورين بالمقابح لا يستحون ولا يحتفلون بمن رآهم على ذلك ، و ( يغدوا ) بدل من قوله : ( لا يحفلوا ) لأن غدوهم مرجلين دليل على أنهم لم يحفلوا . والترجيل : مشط الشعر وإرساله . قال ابن بري : [ ص: 69 ] وقال ابن خالويه : أبو براقش طائر يكون في العضاه ولونه بين السواد والبياض ، وله ست قوائم ثلاث من جانب وثلاث من جانب ، وهو ثقيل العجز تسمع له حفيفا إذا طار ، وهو يتلون ألوانا . وبراقش : اسم كلبة لها حديث ; وفي المثل : على أهلها دلت براقش ، قال ابن هانئ : زعم يونس عن أبي عمرو أنه قال هذا المثل : على أهلها تجني براقش ، فصارت مثلا ; حكى أبو عبيد عن أبي عبيدة قال : براقش اسم كلبة نبحت على جيش مروا ولم يشعروا بالحي الذي فيه الكلبة ، فلما سمعوا نباحها علموا أن أهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم ، فذهبت مثلا ، ويروى هذا المثل : على أهلها تجني براقش ; وعليه قول حمزة بن بيض :


                                                          لم تكن عن جناية لحقتني     لا يساري ولا يميني جنتني
                                                          بل جناها أخ علي كريم     وعلى أهلها براقش تجني .



                                                          قال : وبراقش اسم كلبة لقوم من العرب أغير عليهم في بعض الأيام فهربوا وتبعتهم براقش ، فرجع الذين أغاروا خائبين وأخذوا في طلبهم ، فسمعت براقش وقع حوافر الخيل فنبحت ، فاستدلوا على موضع نباحها فاستباحوهم . وقال الشرقي بن القطامي : براقش امرأة لقمان بن عاد ، وكان بنو أبيه لا يأكلون لحوم الإبل فأصاب من براقش غلاما فنزل لقمان على بني أبيها فأولموا ونحروا جزورا إكراما له ، فراحت براقش بعرق من الجزور فدفعته لزوجها لقمان فأكله ، فقال : ما هذا ؟ ما تعرقت مثله قط طيبا ! فقالت براقش : هذا من لحم جزور ، قال : أولحوم الإبل كلها هكذا في الطيب ؟ قالت : نعم ، ثم قالت له : جملنا واجتمل . فأقبل لقمان على إبلها وإبل أهلها فأشرع فيها وفعل ذلك بنو أبيه ، فقيل : على أهلها تجني براقش ، فصارت مثلا . وقال أبو عبيدة : براقش اسم امرأة وهي ابنة ملك قديم خرج إلى بعض مغازيه واستخلفها على ملكه فأشار عليها بعض وزرائها أن تبني بناء تذكر به ، فبنت موضعين يقال لهما براقش ومعين ، فلما قدم أبوها قال لها : أردت أن يكون الذكر لك دوني ، فأمر الصناع الذين بنوهما بأن يهدموهما ، فقالت العرب : على أهلها تجني براقش . وحكى أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أن براقش ومعين مدينتان بنيتا في سبعين أو ثمانين سنة ، قال : وقد فسر الأصمعي براقش ومعين في شعر عمرو بن معد يكرب وأنهما موضعان وهو :


                                                          دعانا من براقش أو معين     فأسرع واتلأب بنا مليع .



                                                          وفسر ( اتلأب ) باستقام والمليع بالمستوي من الأرض ، وبراقش موضع ; قال النابغة الجعدي :


                                                          تستن بالضرو من براقش أو     هيلان ، أو ناضر من العتم .



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية