الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5263 (4) باب

                                                                                              لا تنظر إلى من فضل الله عليك في الدنيا وانظر إلى من فضلت عليه

                                                                                              [ 2694 ] عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه .

                                                                                              [ 2695 ] وعنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 314) ، ومسلم (2963) (8) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ") أي : اعتبروا بمن فضلتم عليه في المال ، والخلق ، والعافية ، فيظهر عليكم ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه على ذلك ، فتقومون بحق النعمة ، وذلك بخلاف ما إذا نظر إلى ما فضل عليه غيره من ذلك ; فإنه يضمحل عنده ما أنعم الله عليه به من النعم ، ويحتقرها ، فلا يحسبها نعما ، فينسى حق الله فيها ، وربما حمله ذلك النظر إلى أن تمتد عينه إلى الدنيا فينافس أهلا ، ويتقطع لحسرة فوتها ، ويحسد أهلها ، وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة .

                                                                                              و (قوله : " فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ") هو عائد على مصدر : انظروا ، وأجدر بمعنى أحق وأوجب ، والازدراء : الاحتقار .




                                                                                              الخدمات العلمية