الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5101 (8) باب

                                                                                              ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل الإصبع في اليم

                                                                                              وما جاء أن المؤمن فيه كخامة الزرع

                                                                                              [ 2700 ] وعن المستورد - أخي بني فهر - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - وأشار يحيى بن يحيى بالسبابة - في اليم ، فلينظر بم ترجع .

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 228) ، ومسلم في الجنة (2858) ، والترمذي (2323) ، وابن ماجه (4108) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ (8) باب : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل الأصبع في اليم ]

                                                                                              و (قوله : " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بماذا ترجع ") اليم : البحر . وهذا مثل لحقارة الدنيا وقلتها ، وهو نحو قوله [ ص: 126 ] تعالى : قل متاع الدنيا قليل [ النساء : 77 ] أي : كل شيء يتمتع به في الدنيا من أولها إلى آخرها قليل ، إذ لا بقاء له ولا صفو فيه ، وهذا بالنسبة إلى نفسها ، وأما بالنسبة إلى الآخرة ، فلا خطر ، ولا قدر للدنيا ، وهذا هو المقصود بتمثيل هذا الحديث ، حيث قال : " فلينظر بماذا يرجع " . ووجه هذا التمثيل أن القدر الذي يتعلق بالإصبع من ماء البحر لا قدر له ولا خطر ، وكذلك الدنيا بالنسبة إلى الآخرة .




                                                                                              الخدمات العلمية